ترام بورتو بالبرتغال بعد عملية التجميل

1

في منافسةٍ أجرتها مدينة بورتو في البرتغال لتحديث متحفها الشهير “متحف الترام” أو “Tram Museum” تميز عرض شركة OODA وهي شركةٌ جديدةٌ أسسها معمارييّن كانا قد تدربا على يد زها حديد وريم كولهاس مدير شركة أوما. وقد قدما تصميمهما بمساعدة شركة Lencastre Arquitectos البرتغالية أيضاً وذات الباع الطويل في مجال تحديث وترميم المباني.

كان التعامل مع طبيعة مدينة بورتو من أصعب تحديات المشروع بالنسبة للمعماريين، فهي مدينةٌ ذات سماتٍ خاصة وقادرة على خلق بعض العراقيل في وجه العمارة كالمواصلات مثلاً.

ولكن يُميزها منذ زمنٍ بعيدٍ وجود متحف الترام فيها وهو من أهم علاماتها الإبداعية الرائعة، إذ لا يبقي على تاريخها فحسب بل ويتألق وسطها كصرحٍ معماريٍّ ويساهم في إيرادات المدينة لاستقطابه الزوار والسياح إليه.

بعد سنواتٍ من الزهو بالمتحف شعرت إدارته بأنه أصبح قديماً مقارنة بالتطور العمراني الذي شمل المدينة وتعاني بنيته من بعض الضعف دوناً عن الطراز القديم للبناء المفتقر لأية معايير استدامةٍ أو حفظٍ وتوفيرٍ في الطاقة، مما دعاها إلى التفكير بتجديده وتحديثه. وبهذا لا يُمنح المتحف فرصة الانتعاش فحسب، بل يبث فيه التجديد روح الحياة ليواكب بشكله وأدائه أيضاً المعايير العالمية للعمارة والاستدامة، مستقطباً زواراً أكثر ومانحاً المدينة طابعها الجديد.

عملت OODA بدايةً على استشفاف المخطط الرئيسي للمبنى الأصلي للاحتفاظ بأهم أركانه ووظائفه ثم واءمتها مع المخطط الجديد وطبقت عليه المتطلبات الجديدة وأهم النقاط الواجب تغييرها. وقد انطبق المخطط الجديد -وهو أشبه ما يكون بنسيجٍ مفرغٍ يغطي المتحف- على أساسات المتحف وأضفى عليها التنوع والحيوية والتقطيعات الجديدة وأفعم المساحات الداخلية بالفجوات والفتحات والفُسح.

كان التوزيع القديم للمتحف مستقىً من اسمه “ترام = باص” فكثرت فيه الانحناءات والطرقات وكأنه شوارع مدينة بورتو، أما في المخطط الجديد فقد عملت OODA على إعادة تعريف معنى اسمه فمنحته انسيابيةً أكثر في الحركة والتوزيع وفسحاتٍ أكبر وصالات عرضٍ أوسع، والأهم من هذا كله، تصميماً خارجياً ملفتاً للنظر لتقطيعاتٍ تشبه شوارع المدينة أيضاً وإنما على الكسوة الخارجية.

يوفر تصميمٌ كهذا الإضاءة والتهوية الطبيعية في المساحات الداخلية ويضفي على المتحف فرادةً تميزه عن باقي الأبنية ليس في بورتو فحسب بل ومقارنةً بكل متاحف العالم.

إقرأ ايضًا