مبنى LBC وعالمٌ أفضل..

8

جاءنا الخبر عن استعدادات مركز أوريغون المستدام (OSC) لبناء برجٍ يستجيب لمعايير (Living Building Challenge (LBC، أي تحدي بناء المبنى الحي الأكبر من نوعه في العالم، وتقع ناطحة السحاب الفريدة هذه في بورتلاند باعتبارها نموذجاً لتعاليم LBC القاضية بالحفاظ على المصادر الطبيعية والابتعاد عن الضرر البيئي، مما يعني بأن المبنى سوف يقوم بإنتاج كافة موارد المياه ومصادر الطاقة.

وعلى الرغم من استحالة أن يتحمل مبنىً بمفرده كل هذه الأعباء المالية، فقد تخطاها مبنى LBC وبنجاح بمساعدة العديد من الشركات غير الربحية التي يضمها المركز وبنية مجتمع بورتلاند القوية، ولمن يجهل آلية العمل في مركز OSC يمكننا القول بأنه من أول المراكز التي يجتمع فيها الأداء البيئي غير المسبوق مع برنامج مستدام متكامل، والذي يمكن وصفه كنموذج تكنولوجي ومحور للممارسات المستدامة والتأمين والتعليم والبحوث والمقاولات.

حيث يقع مبنى OSC على مشارف الحرم الجامعي في بورتلاند في وسط المدينة، ويقوم بالتالي بجمع كافة قطاعات الأعمال والمؤسسات غير الربحية والحكومة والتعليم الأكاديمي في مكان واحد بهدف دعم الاستدامة في المنطقة في مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين الاقتصادية عن طريق خلق صناعات جديدة وفرص عمل أكثر استدامة.

أما بناء LBC فهو واحدٌ من المباني التي تقوم بتعريفنا بأكثر معايير الاستدامة في البناء تطوراً اليوم، كما ويقوم بتقليص الفجوة بين الحدود الحالية والحلول المثالية، إنه برنامجٌ موثق يتخذ على عاتقه تغطية كافة المباني على جميع الأصعدة، بالإضافة إلى كونه أداة توعية لكافة التصاميم المتطورة والأخذ بيدها لخلق مبانٍ منصفة اجتماعياً وغنية ثقافياً ورحيمة بيئياً في المستقبل.

ولتحقيق هذه الأماني تم تصميم المبنى بالاستعانة بمواد أمينة للبناء من شأنها تعزيز تبريد المبنى طبيعياً، مما يعني التخلي عن استخدام التيار المتناوب التقليدي، ومن جهة أخرى نلاحظ غلبة ملامح الإضاءة الطبيعية دون غيرها، بالإضافة إلى نظام الإرجاع الفريد الذي يساعد قاطني المبنى في عملية خفض استهلاك الطاقة الشخصية، والتي ترتفع حتى 40% من مجموع الطاقة الإجمالية للمبنى.

وكنتيجة لتقليص حجم الطاقة الكامنة، تمّ ابتكار سلسلة من الألواح الشمسية بهدف تحقيق نسبة صفر من استهلاك الطاقة، بالإضافة إلى تأمين هذه الألواح نوافذ تظليلية ومساحات خارجية مغطاة، بينما سوف يتم إعادة تدوير مياه المراحيض الرمادية باستخدام نظام الألة الحية living machine ومن ثمّ معالجتها وإطلاقها لخدمة كامل المبنى.

كما وسوف يتمّ جمع مياه الأمطار لسقاية العديد من الأشجار والنباتات التي تشترك بدورها في خلق مساحة تبدو طبيعية إلى حد ما لسكانها المحظوظين وزوارها أيضاً، أما المبنى الفريد فسوف يضم مختبراً ومركزاً تعليمياً لتدعيم برنامج LBC المستدام.

وأخيراً يعتقد الكثير من المحللين بأن هذا النظام في طريقه ليكون شهادةً موثقة قد تتفوق على شهادة LEED، إنه يطرح علينا سؤالاً هاماً للغاية، ماذا سيحدث لو أن كل قرار يسبق عملية التصميم أو البناء يتخذ على عاتقه جعل العالم الذي نعيش عالماً أفضل؟

إقرأ ايضًا