منحوتة حجرية تشغل واجهة إحدى المباني الاسبانية

4

بالعذر من المعماري الياباني العريق Arata Isozaki، فقد جاء من يزاحم سلسلة مبانيه الأكاديمية في موقع الجمعية العامة للمؤلفين والناشرين SGAE، حيث قام فريق Ensamble المعماري بالكشف عن مبنىً جديد يضم مكاتب الجمعية في إسبانيا، وفيه أثبت الفريق قدرته على التلاعب بالكتلة باستخدام ألواح حجرية مكدسة ينساب من خلالها الضوء بشكلٍ ساحر.

كما وأضاف موقع المبنى التاريخي ما يكفي من السحر يضاهي ضوء الشمس الذي يتخلل أحجاره المكدسة، حيث يقع مبنى الجمعية في الأراضي التابعة لفندق فيستا أليغري في مدينة سانتياغو دي كومبوستيلا، وهو موقعٌ متميز يطل على أفق المدينة التاريخي ما بين حديقةٍ خاصة ومنطقة ٍعامة خضراء، إذ يكمل المبنى المشهد العام بوقوعه في الحد الغربي من الموقع مضيفاً هوية جديدة على المدينة، وطارحاً حواراً مع تاريخ وذاكرة المكان ولكن بلغةٍ معمارية معاصرة.

ويتيح المبنى بغض النظر عن الأنشطة الاجتماعية الخاصة بالكتاب والناشرين مجموعةً واسعة من الأنشطة الثقافية العامة، وفي سبيل ذلك تم تقسيمه إلى أربعة مجالاتٍ وظيفية موزعة على أربعة مستويات وهي على التوالي؛ الانتشار والتشكيل والمنطقة العامة والإدراة، حيث يمكن الوصول إلى هذه المستويات عن طريق الحديقة والشارع.

فقد رصدت الجمعية أكثر من ثلاثة آلاف متر مربع لخدمة المدينة وفنانيها ناهيك عن رغبتها بأن تكون جزءاً من الأراضي المحيطة مستفيدةً من موقعها وتخطيطها الطولي الذي يتلاءم تماماً وحدود الموقع، حيث طلبت من فريق العمل بناء ثلاثة جدران على طول المساحة مختلفة المواد وطرق الإنشاء.

فمن الجدار الحجري المطل على الحديقة إلى الجدار الداخلي المصنوع من الأقراص المضغوطة وصولاً إلى الجدار الزجاجي المقابل للشارع، تنوعت المواد ولكن بقي الهدف واحداً، وهو الكشف عن مختلف الحالات العمرانية بالإضافة إلى تخطيط وتنظيم التصميم وظيفياً.

حيث يمكن اعتبار الجدار الحجري الكبير منحوتة ضخمة شيدت ما قبل التاريخ، بينما يشغل هذا الجدار الرمادي في الحقيقة واجهة المبنى، لتكون الأحجار المحلية من بلدة مونداريزا هي من أضفت عليه هذا الطابع التاريخي، حيث تمت هندسة هذه الأحجار مختلفة الحجم بشكلٍ عشوائي، وهو ما سمح لأشعة الشمس القادمة من الجنوب باختراقها.

وبذلك استطاعت هذه المنحوتة المفككة أن تتجاوز البعد الرمزي الوظيفي ضمن أراضي فيستا أليغري، ولم تكتف بمجرد تكملة المشهد، بل وأضفت عليه من السحر ما جعلها تمثل وبكل فخر خلفيةً للموقع.

ونأتي على الجدار الداخلي المصنوع من الأقراص المضغوطة، فقد تم إقحامه ما بين العناصر المقوسة الخارجية ممثلةً بالجدارين الحجري والزجاجي… إنه الوتر الذي يدعم هذه الأقواس، فهذه المساحة المحصورة بين الجدران استطاعت وبفضل تكوينها المادي ونوعيتها بأن تبدو وكأنها نافذة زجاجية ملونة رائعة مع درجات مختلفة من الشفافية، بكلماتٍ أخرى استطاع هذا الجدار المصنوع من اللون والضوء أن يقف في تباينٍ واضحٍ مع طبيعة الحجرية للجدار المقابل.

إقرأ ايضًا