منزل لزبون من نوع خاص

1

لم تعد فكرة حوار المشاريع المعمارية مع موقعها والمناظر الطبيعية المحيطة أمراً جديداً على الساحة، ولكن لا يسعنا أن نفوّت ذكر منزل بيج رود هذا في ولاية ماساتشوسيتس الأمريكية، والذي جاء بتصميم شركة آندرو كوهين المعمارية لعميلٍ من نوعٍ خاص.

فعلى رقعة أرضٍ بمساحة 12 فدان في ضاحية لينكولن الزراعية القريبة من بوسطن, قام معماريو آندرو كوهين بترجمة الحوار المذهل الدائر مع الطبيعة والمناظر الطبيعية الخلابة لطبوغرافية الموقع كثيفة الأشجار.

أما عن العميل فهي المديرة المؤسسة لمركز سبرينغ ستار للفنون، والتي رغبت بالحصول على تصميمٍ جريءٍ ومستقبلي لمنزلها، يكون من شأنه أن يعكس شغفها بالفنون المسرحية والبصرية، خاصةً بعد أن اعتمدت على شركة ACA في تصميم مركز الفنون المذكور آنفاً.

وبسبب طبيعة عملها التي تقتضي إقامة فعاليات لجمع التبرعات باستمرار، وجب على المنزل أن يكون فسيحاً بشكلٍ كافٍ لاستضافة عددٍ كبيرٍ من الناس، وأن يكون مرحّباً وحميمياً في باقي الأوقات في آنٍ واحد.

وهكذا جاءت استراتيجية المعماريين في وضع الخطة أولاً، ليتم فيما بعد تغطيتها بكسوةٍ محكمة, لتكون بذلك وظيفة المبنى مصدراً لشكله الضخم. أما عن ترتيب المساحات في الداخل فقد اعتمد تماماً على مدى استخدامها ومستويات الخصوصية المتنوعة التي يجب أن تحققها، وذلك بهدف تحويل المساحة البالغة 6995 قدماً مربعاً إلى كتل متشابكة ومميزة.

فلدى الدخول إلى المطبخ ومساحة المعيشة الأساسية نجد أنها تحتل الطابق الأرضي بالكامل وهي مزودة بمدخل مباشر للوصول إلى التراس والمنظر الطبيعي المجاور للمبنى, في حين تم تزويد غرفة المعيشة بنوافذ ممتدة من الأرض وحتى السقف بهدف خلق علاقة سلسة ومسامية مع المنظر الطبيعي.

أما جناح النوم الرئيس فيتم الوصول إليه بواسطة درجين منفصلين، لا يتصل أياً منهما مباشرةً مع المساحة العامة، وذلك للحفاظ على الخصوصية أثناء الفعاليات التي تقيمها صاحبة المنزل. وفيما يخص بقية أجزاء المنزل فيتوضع برنامج المساحات على أرضٍ واسعة عند المدخل الرئيس، الأمر الذي يخلق هو الآخر مستوىً آخر من الخصوصية بعيداً عن الزوار.

يمكننا القول أن وضع المساحات الأكثر استخداماً من قِبل قاطني المنزل -كالمطبخ ومساحات المعيشة الرئيسة وغرفة النوم الرئيسة إضافةً للمكاتب- بمتناول الجميع قد ساعد على التقليل من حجم المنزل الظاهري. كما تؤمن الفتحات الاستراتيجية المتبعة في كسوة المبنى إطلالات قطرية عبر المنزل تمتد إلى خارجه حيث المناظر الطبيعية المبهرة, الأمر الذي من شأنه أن يخلق علاقات ما بين المساحات التي تبدو معزولة عن بعضها البعض، وبالتالي يمكّن الرائي من التمتع بالمساحات المتعددة في وقتٍ واحد.

وعلى الرغم من من حجم المنزل الكبير قام المعماريون بدمج العديد من الاسترتيجيات المستدامة في تصميمهم بهدف التقليل من تأثيره على البيئة؛ حيث يدعم نظام حرارة جوفية متطلبات التدفئة والتبريد في المنزل, كما تشكل الجدران المزدوجة المزودة بطبقة عزل بسماكة ست إنشات، مع السقف العاكس كسوةً فعالةً للغاية. علاوةً على ذلك، يتم جمع كافة مياه المطر الهاطلة على سطح المنزل في خزانٍ جوفي بفضل نظامٍ خاص.

أخيراً وعلى الرغم من انتشار استخدام الخلايا الكهروضوئية والألواح الشمسية الحرارية, فضل المعماريون الابتعاد عنها في هذا المشروع بسبب التظليل الكبير الذي يحظى به الموقع مانعاً النظام من العمل بأفضل شكلٍ ممكن.

إقرأ ايضًا