بريقٌ جديدٌ لمتحف الصور المتحركة بنيويورك

12

متحف الصور المتحركة The Museum of the Moving Image هو أحد أشهر وأهم متاحف نيويورك ويقع في Astoria Queens حيث اهتم الأمريكيون بإنشائه بغية توسعة نطاق إدراك الفن والتاريخ والتقنيات بين الناس، وبالتالي زيادة وعيهم تجاه الأفلام والتلفاز والوسائط الرقمية بجمعها وحفظها وتمكين الناس من مشاهدتها عن قرب.

سيشهد هذا المتحف المعروف بسعيه الدؤوب للتحديث والتجديد الذي يطاله كل عدة أعوام ليواكب التطور التقني تجديداً سيطرأ عليه حديثاً، فبعد نقلةٍ نوعيةٍ أُجريت في بنية المتحف ومساحاته عام 2005 أُعيدت الكرة عام 2009 ويعلن اليوم عن نقلةٍ أخرى بتكلفة 67 مليون دولار أميركي على يد Thomas Leeser المعماري الشهير وصاحب شركة Leeser Architecture ليتم افتتاحه مرةً أخرى في الخامس عشر من كانون الثاني 2011.

سيضيف مشروع التوسعة الجديد ثلاثة طوابقٍ على مبنى المتحف الحالي، مما يُضاعف حجمه ليصبح 97,000 قدم مربعة، ويزيد عدد الغرف ذات الشاشات. وحتى الآن نجد أن أكثر الجوانب أهميةً في تصميم Leeser هو كيفية تحويل تجربة الولوج إلى المتحف إلى تجربةٍ هامةٍ مفعمةٍ بالحركة والصور؛ وذلك بأن تستقبلهم الشاشات بعروض تفاعليةٍ تستجيب لحركتهم وهم يدخلون المتحف.

تبدأ رحلة الزائر الممتعة عند المدخل حيث قام Leeser بإضافة مدخلٍ جديدٍ لواجهة البناء أكثر شفافيةً ويتراوح بين ألواح الزجاج والمرايا وقد نُقشت عليه كلمات “متحف الصور المتحركة” بأحرفٍ كبيرةٍ بطول ثلاثة أقدامٍ ونصف. ويواجه الزائر بمجرد دخوله عدة شاشاتٍ في المدخل تتلاعب عليها الأضواء ضمن إطارٍ واحد. ثم تتالى بعد المدخل سلسلةٌ من المساحات التي تنفتح على بعضها بانسيابيةٍ وحريةٍ لتشكلّ مساحاتٍ متواصلةٍ تخلق ديناميكيةً بين الجدران والسقف والأسطح لتبدو وكأنها عديمة الوزن تخدع البصر بأبعادها فلا يُعرف عمقها، وبهذا تكون أفضل بيئةٍ قد تضم شاشاتٍ تعرض صوراً متحركة.

يوجد في أحد جوانب الردهة جدار فيديو ضخم بطول 50 قدم وبارتفاع ثمانية أقدام يعرض منظراً شاملاً أملساً بصورٍ متحركة.

وينتهي طريقين يشعان باللون الأزق بممرات منزلقة تقود القادم من الردهة إلى المسرح الذي يتسع لـ 264 شخص ويضم كل أشكال عرض الأفلام والوسائط الرقمية. وبشكله الشبيه بكبسولةٍ مخصصةٍ لاحتضان الرحلة الخيالية المرتبطة بالأفلام، يظهر هذا المسرح بسقفٍ ملتفٍ وجدرانٍ صُنعت من 1,163 لوح مسبق الصنع بحسٍ حيويٍّ يفعمه اللون الأزرق الذي يرتبط في الأذهان بدرجة الأزرق التي استخدمها الفنان الفرنسي الشهير Yves Klein، والتي تلغي الشعور لدى الناظر بالأبعاد والعمق فيشعر وكأنه معلقٌ في الفضاء.

ومن الشاشات المتميزة أيضاً في المتحف تلك الشاشة العملاقة بمساحة 1,700 قدم مربعة في المدرج، بالإضافة إلى صالةٍ صغيرة عند بداية السلم الكبير في الطابق الأرضي حيث ينتقل الزائر إلى مكانٍ تعمه المصاطب والمقاعد المدمجة في أصل التصميم الإسمنتي للصالة وتحيط به الشاشات بعرض الجدران.

كما توجد غرفةٌ تتسع لثمانيةٍ وستين شخص ومزودة بالشاشات الرقمية في الطابق الأرضي تُستخدم لأغراضٍ تعليميةٍ حيث تكون الشاشة على مقربةٍ أكثر. وعلى نقيض المسرح الرئيسي؛ فغرفة العرض الثانية تتمتع بمدخلٍ زهريٍّ حار، مزودٌ بمكبرات الصوت، كما تزين زخارفٌ رماديةٌ مدمجةٌ بأجهزة الصوت الجدران والسقف تجعل جميع هذه التفاصيل تبدو بصورةٍ أنيقةٍ كآلةٍ ظاهرةٍ للصور المتحركة.

يضم الطابق الثالث صالة أخرى للمعارض المتغيرة التي تعتبر أول مساحةٍ مرنة بالكامل في المتحف بمساحة 4100 قدم مربعة، وتُعتبر الصالة المساحة المحايدة التي تعرض آخر المشاريع الجديدة. وآخر جزءٍ في المشروع المتكامل هو مركزٌ تعليميٌّ جديدٌ يقع عند أقصى الجهة الغربية لينتهي به المخطط.

في الختام نشير أن لحديقة المتحف مدخلها الخاص المُسخر ليتملك الزوار من رؤية الواجهة المميزة الجديدة التي تمت إضافتها. حيث تتألف الواجهة الجديدة من سطحٍ أملسٍ زجاجيٍّ شفاف تتقاطع فوقه عوارض الألمونيوم الرقيقة والتي يصل عددها لـ 1,067 عريضة تُشكل مثلثاتٍ متداخلة. وتخلق الواجهة الشفافة بلونها الأزرق الفاتح شعوراً بأنها تعكس لون السماء فوقها وتحاكيها.

إقرأ ايضًا