شتوتغارت مدينة الفيلات

7

قلةً فقط من مهندسي أوروبا استطاعوا أن يخاطبوا مفهوم الفيلا كما فعل المعماري أليكساندر برينر Alexander Brenner، فمنذ تأسيسه لمكتبه الخاص في مسقط رأسه شتوتغارت عام 1990، استطاع Brenner وخلال عقدٍ من الزمن أن يخلق سلسلةً من الفيلات التي تتكيف وبشكلٍ بارع مع مختلف المواقع العمرانية فضلاً عن قدرتها على تلبية احتياجات الزبائن، فلهذه الفيلات لغةٌ معمارية خاصة لا تضاهى.

واليوم يعود Brenner ليُتحفنا بآخر إبداعاته من خلال منزل Heidehof الإسمنتي المتألق بواجهته المعتمدة بإنشائها على الفولاذ والألمنيوم، والذي يتميز باتساعه من جهة الشارع بينما نراه يتخذ شكلاً أقرب إلى المثلث في الخلف، حيث نلاحظ شجرة دلبٍ غنّاء جديرة بالاهتمام تنمو على نحوٍ يتسق والمشاهد الطبيعية في الشارع.

من جهةٍ أخرى ركز Brenner على حجب الجانب الشمالي الشرقي من المنزل عن الأماكن العامة بواسطة المرآب ذي الجدار المصنوع من ثلاثة طبقات من خشب الجوز اللماع إلى جانب جدران الجهة الأمامية فضلاً عن المكعب الأبيض المكسو بالجص والمتمركز على الطابق العلوي، حيث تبرز جميعها فوق جدران الطابق الأرضي المطلية بنقشة حمار الوحش بلوني الأبيض والأسود.

أما وعبر فناءٍ صغير ودرجٍ تم تثبيته إلى الخارج من المنزل، يمكن للمرء أن يصل إلى مدخل المنزل في الطابق الأرضي المتميز بتشطيبته البازلتية الكامدة، حيث يمكن من هناك فقط رؤية بركة السباحة القابعة أمام المنزل، فضلاً عن إمكانية رؤيتها من مساحات المعيشة التي تتربع بدورها على أكثر من 377 م2، وبذلك تقوم البركة بعكس الضوء عبر النوافذ المثبتة على طول الطابق.

تعمّد Brenner أن تكون قاعة الدخول المشرقة مفتوحة عن طريق الفتحة المزججة والخالية من أية أُطر على الحديقة وشجرة الدلب القديمة، حيث نلاحظ بأن كافة غرف المنزل الأخرى تحاكي بأثاثها الخشبي وخزائنها الجدارية نحاسية اللون تلك الشجرة العتيدة المجاورة لها.

أخيراً يأخذنا تصميم منزل Heidehof، نحو أسلوبٍ معماري تميزت به شتوتغارت في الآونة الأخيرة وبقوة، ولكن Brenner هنا تجاوز الكثيرين وحقق نقلةً نوعية في العمارة السكنية على وجه التحديد.

إقرأ ايضًا