إلى جميع عشاق كرة السلة الإسبانية

2

ستنعم أرقى الأندية الإسبانية في مجال كرة السلة ودون أدنى شك بفرصة رمي الرميات الثلاثية.. والجري.. والوقوع على أرضية هذا الملعب الفخم، وغير ذلك من تفاصيل واحدة من أكثر الألعاب شعبية في العالم.

إذ قام فريق ACXT المعماري بتصميم ملعب بيلباو هذا على تلةٍ شديدة الانحدار، حيث تنحدر بمقدار 46 متراً من إحدى زواياها للزاوية الأخرى وذلك فقط على طول 200 متر!

وسيتضمن هذا المرفق العديد من البرامج والوظائف؛ حيث سيقدم فرصة استخدام الملعب في وقتٍ متزامنٍ خلال النهار، ويسمح لأبناء الحي باستخدام الملعب أيضاً والوصول إلى اللاعبين والمسؤولين الرسميين، هذا عدا عن تقديمه مركزاً رياضياً للمنطقة مع مدخلٍ منفصل، دون إعاقة وصول القاطنين إلى الملعب، الذي سيكون متوافراً في خدمتهم في الأوقات التي لا تجري فيها أية مبارايات، بالإضافة إلى مصفاتٍ للسيارات مرتبطة بكلا المساحتين، وهلم جراً…

أما عن الاستراتيجية التصميمية التي اعتمدها فريق العمل، فقد قسّموا المبنى إلى جزأين؛ منطقة ملعب عند القمة مع أماكن لحجز البطاقات بعيداً عن المنازل لتجنّب الإزعاجات الناجمة على الازدحام والمدافعة المتوقعة من مشجعي فريق بيلباو باسكت لكرة السلة، بينما يقع المركز الرياضي عند القاعدة قريباً من المنازل.

يُذكر أن معلب بيلباو قد تم تصميمه على هيئة شجرة، حيث تدعم الدعائم الشجرية عناصر الكتلة المعدنية في الواجهة، في الوقت الذي تغطي فيه صفائح من الفولاذ المطلي بدرجاتٍ لونية متدرجة من الأضفر إلى الأخضر أجزاء الكسوة، مما يساعد على المحافظة على كافة التجهيزات في الداخل ضمن حرارة ومناخ الغرفة.

أما عن المركز الرياضي فقد تم تصميمه كصخرة، حيث تم استخدام ألواح خرسانية مسلحة مسبقة الصنع، وتم تلوينها بلونٍ رمادي مشابه للون الحجر الجصي المنتشر في المنطقة.

ربما من الأصح أن نقول صخرة مجوفة تحتضن ثلاثة مساحات رياضية تتواصل مع بعضها البعض بصرياً على مراحل أشبه بالشلال؛ وهي على التوالي المدخل إلى مصف السيارات، والصالة الرياضية، وأخيراً بركة السباحة، حيث تتربع كتلة ملعب بيلباو الشجرية فوق الصخرة الرمادية بمنتهى الطبيعية.

يُذكر أن زاوية ملعب بيلباو وفي أعلى نقطة لها، تؤمن الترحاب اللازم بالمستخدمين، وذلك عبر الارتباط العمودي الذي تقدمه بفضل المصعدين، هذا عدا عن استقلاليتها التامة عن باقي أجزاء الملعب، مما يضمن أفضل مستويات التشغيل في أوقات مختلفة.

أما عن المركز الرياضي الذي يحتوي على بركة سباحة وصالة رياضية ومجمع للمكاتب الإدارية، فقد تم الفصل بين الصالات الرياضية المتعددة وبركة السباحة باستخدام الزجاج، بما في ذلك الممر الذي يربط هذه المساحات بمصف السيارات، فالهدف من كل هذه الإجراءات هو تقديم مبنى آمن للمستخدمين خالٍ من الممرات المعتمة، يقدم علاوةً على كل ذلك مستوى عالٍ من التحكم البصري لطاقم العمل.

كما تم تزويد بركة السباحة بملقفٍ كبير في زاويته يقدم إليه كل الضوء الطبيعي اللازم لإنارة اللافتات الخضراء، التي تقدم بدورها الضوء الأخضر الذي نحتاجه أثناء الغوص في البرك.

بالنسبة لواجهة الملعب المثيرة للجدل، فقد تم تصميمها في مناطق الممرات والحلبات بحيث تكون نفوذة، وذلك عبر استخدام شبكة من الفولاذ المكلفن، سمحت للممرات بالتحول إلى بيئة خارجية بغنىً تام عن التهوية أو التكييف الاصطناعي، هذا عدا عن سهول إخلائها في حال حدوث حرائق أو حادث من هذا النوع.

وفي الحمامات أيضاً تم اعتماد ذات الاستراتيجية النفوذة؛ حيث استخدم المصممون ألواح مينيوندا مثقبة تضمن الخصوصية اللازمة والتهوية الطبيعية دون الحاجة لأية تجهيزات تهوية خاصة.

كما يتضمن التصميم مسطحات خضراء وصهريج داخلي من شأنه تخزين مياه المطر، بالإضافة إلى تخزين المياه الناتجة عن عملية إفراغ حوض السباحة -والتي تفرض القوانين إفراغ 5% منها يومياً- في خزانٍ موجودٍ في القبو، تُستخدم مياهه في تعبئة شاحنات الصهاريج التي تأخذ على عاتقها مهمة غسل شوارع بيلباو.

في النهاية نشير إلى أن هذا المشروع يمتد على مساحة 30.808 متراً مربعاً، وقد تم إنجازه تماماً في عام 2010.

إقرأ ايضًا