مركز أبحاث جديد في مدينة نيويورك

13

نتيجةً للكثافة السكانية الحاصلة في مدينة نيويورك في السنوات الأخيرة، حيث فرض الموقع في أعلى الجانب الشرقي من المدينة على شركتي Skidmore و  Owings & Merrill لابتكار مركز الأبحاث Mortimer B. Zuckerman شروطاً عديدةً أثرت في طبيعة التصميم.

 حيث يتميز المبنى بوجود واجهتين مختلفتين من حيث المظهر الخارجي، الأمر الذي يناقض في تصميمها قواعد التصميم الكامن الجيد (passive design)، فنلاحظ اتساع الواجهات من جهة الشرق والغرب عن الواجهة التي تواجه الجنوب.

 كما استفاد التصميم من شبكة الشوارع في مدينة نيويورك التي تتجه نحو الجنوب الشرقي والشمال الغربي في توظيف وسائل فعالة حاجبة لأشعة الشمس، مع الحفاظ على إدخال الضوء بكمياتٍ كبيرةٍ إلى المبنى.

على مساحة ما يقارب 692,000 قدمٍ مربعٍ، بدأ العمل في المرحلة الأولى من الخطة الموضوعة للتنفيذ على ثلاث مراحل، لتطوير وتوسيع المركز العريق لأبحاث السرطان Memorial Sloan-Kettering ، حيث ضم مساحاتٍ مخصصة للمخابر، تستوعب 98 باحثاً، بالإضافة إلى مربىً للحيوانات الحية ومكاتب ومساحات للدعم، إلى جانب إحداث مقرٍ جديدٍ لقساوسة كنيسة القديسة كاثرين.

تبعاُ لعامل البروز الذي يميز المبنى، فقد تم تخصيص المنطقة الموازية للواجهة الشمالية الغربية للمبنى لإنشاء المخابر، بالإضافة إلى تخصيص المساحة الموازية للواجهة الجنوبية الشرقية لتشغل مكاتب الإدارة، كما يهدف التصميم إلى التخفيف من حجم الواجهتين من خلال تغطيتهما بالزجاج إلى جانب السماح بإدخال ضوء الشمس إلى الداخل، حيث تكون هذه الواجهات مفتوحةً وفقاً للخطة الموضوعة في جميع أنحاء المختبر.

وبالحديث عن ضوء الشمس، لا بد لنا من أن نذكر أنه وتبعاً لوقوع المخابر باتجاه الشرق تعاني هذه المنطقة من أشد وأسوء ضوءٍ للشمس في نهاية اليوم، لذا قامت شركة SOM باستخدام تقنية السيراميك الكلسي لإكساء هذه الجهة، حيث تستفيد المختبرات بدورها من هذه التقنية من خلال كمية الضوء الكافية التي تصلها وتتعدى إلى الممرات، لتؤمن إضاءةً مناسبةً ورؤيةً أفضل للخارج.

وعلى الرغم من ظهوره على خلاف ذلك، فإن نصف الواجهة الشمالية الغربية لمركز الأبحاث يتألف من الزجاج الشفاف، أما ما تبقى من جدار العزل المستخدم فيشمل كسوةً من زجاج spandrel وأخرى عاموديةً تم دمجها مع الزجاج من أجل تأمين مظهراً بصرياً متماشياً دون السماح بتسرب الحرارة إلى المناطق الداخلية، في حين تمتد طبقة ثانية تحت هذه الكسوة تتألف من فتحات معدنية تمتد على طول إطار الهيكل لتسمح للأنظمة الميكانيكية بإدخال وإخراج الهواء من وإلى المبنى.

أما في الجهة المقابلة للمخابر، فيقبع جدار المكتب في الجهة الجنوبية الشرقية، ويتكون هذا الجدار الذي يمتد من الأرض وحتى السقف من الزجاج المدعم الشفاف، بينما تعمل الأقواس الخارجية المركبة بشكل أفقي بمثابة وسائل فعالة لحجب أشعة الشمس، حيث عمل التصميم على تعديل هذه الفتحات المصنوعة من الألمنيوم لتتناسب وتعرضها اليومي للشمس بالإضافة إلى تفادي تراكم الجليد الناتج عن الثلوج.

لم تثبت التقنية المستخدمة من قبل SOM لدمج وحدات الطاقة الشمسية مع الواجهة فعاليتها مع مرور الوقت، على نقيض الأنظمة والتصاميم المعمارية الأخرى التي استطاعت تلبية تطلعات الاستدامة بشكلٍ فعالٍ، فعلى سبيل المثال، وصلت الإضاءة الطبيعية لكافة أرجاء المبنى على مدار اليوم بالتزامن مع أنظمة Lutron المتحكمة بالإضاءة، حيث ساهم ضوء النهار بتخفيض 20 بالمئة من الطاقة المستخدمة مقارنةً بأبنية أخرى مشابهة.

 

إقرأ ايضًا