علاقة فريدة من نوعها بين الطبيعة وهذا المنزل في الأرجنتين

5

نعرف جميعاً أن الهدف من أي منزل -أو ملجأ- هو الإبقاء على الطبيعة وعناصرها بعيداً عن أي الخطر، ولكن هذا المسكن في مدينة بيونس أيريس الأرجنتينية يقوم بمعانقة المساحات الخارجية بطريقة جذابة وغريبة.

حيث يُحاط هذا المنزل -الممتد على مساحة 635 متر مربع في Las Lomas من تصميم شركة Estudio Ramos الأرجنتينية للتصميم- بغابةٍ كثيفةٍ من الأشجار الهرمة ويستقر فوق قطعة أرض عرضها حوالي 30 متر. وقد سمح هذا الموقع بتوفير خطة أرضية واسعةٍ وانفصالٍ واضحٍ بين أقسام غرف النوم على الطابق العلوي ومناطق المعيشة والخدمات على الطابق الأرضي.

وللتأكد من بقاء المنزل محتفظاً بالخصوصية من جهة الشارع، قامت شركة العمارة -التي تمتلك مكاتب لها في مدينة بيونس أيريس ونيويورك- بتصميم واجهة أمامية مع القليل من الفتحات في تناقضٍ قوي مع المستوى الخلفي الذي يتألف كله من الزجاج.

في حين وفي الخلف، تم اقتطاع الحجم الأساسي من حديقة موجودة هناك تقوم -بالتعاون مع الجدران الزجاجية- بدعوة الطبيعة للدخول إلى المنزل، مخفيةً بذلك الانقسام بين الداخل والخارج. بينما تقوم هذه المساحة الداخلية المزججة بتوضيح مناطق المنزل المختلفة لينبثق التوزيع الداخلي كله منها، ليكون الهدف على الطابق الأرضي فصل مناطق المعيشة وغرفة الطعام الرسمية عن غرفة العائلة. ثم تعود لتعمل على تقسيم الجناح الرئيسي عن بقية غرف النوم في الطابق العلوي.

هذا وتمتد غرفة العائلة باتجاه الخارج إلى مساحةٍ كبيرةٍ شبه مغطاة، حيث تقع مناطق إقامة حفلات الشواء والشراب. أما المسبح فهو مندمج داخل هذه المنطقة ليصبح نقطة تركيز هامة في تركيب الطابق الأرضي.

كما تمتلك غرف النوم والطعام صالات خارجية أيضاً مع أسقف مضاعفة الارتفاع، لتعطي الصالة إحساساً بمساحةٍ خارجيةٍ بينما تبقى في نفس الوقت تحت الحماية والظل. وعلاوةً على هذا، تتصل جميع المناطق شبه المغطاة ببعضها البعض بطريقة جميلةٍ وملفتة.

وقد تم تصميم مشغل أو استديو أو مرسم تحت تراس المسبح مع سلالم خارجية لضمان انعزاله عن المنزل الرئيسي. وتستقبل هذه المساحة الضوء الوافر من باحة إنكليزية الطراز مزروعة كبيرة.

كما نلاحظ أن هيكل المبنى يتألف من عوارض وألواح وأعمدة وجدران من الاسمنت المسلح. حيث تم صنع الجدران والطريق المرصوف من المادة نفسها في المناطق الخارجية، في حين يُلاحَظ في الداخل استخدامٌ مسيطرٌ للجص الأبيض المطلي على الجدران والأسقف التي تكمل الأرضيات المصنوعة من خشب شجرة incienso التي تنمو في الولايات المتحدة بالقرب من المكسيك. أما فتحات النوافذ فهي مصنوعة من الألمنيوم الطبيعي المؤكسد.

هذا ونجد أيضاً أن الطبيعة المحددة لهذا العمل مستقاة بقوة من استخدام الاسمنت المكشوف، فهو يذكرنا بالحجر الذي يؤكد على خواصه المتمثلة في الديمومة والصلابة، بينما يتم تصنيعه بطريقة فنية.

وفي الختام تتجسد اللمسة الأجمل في المكان في وجود العديد من الأسقف المسطحة التي تمت زراعتها لأسبابٍ تتعلق بالمسائل الجمالية والعملية والبيئية. فقد تم أثناء العملية الإبداعية أخذ العديد من القضايا بعين الاعتبار، وخاصةً أحجام كل مساحة وإنارتها الطبيعية وعلاقتها مع الخارج.

إقرأ ايضًا