لعمارة ناعمة وهادئة ورصينة

2

البيانات: مشروع تجديد مدرجي المعهد الجامعي للتكنولوجيا في جامعة باريس الخامسة (ديكارت).

الموقع: جادة فرساي الشهيرة في باريس داخل ساحة 143.

مستوى الأهمية: حساس للغاية لوقوعه في قلب جزيرةٍ عمرانية فوق مرآب الجامعة.

التحدي: تصميم وتخطيط عمليات المدرجين بأنامل استديو Zündel & Cristea المعماري.

استجابةً لتلك الظروف قرر المصممون ابتكار صرحٍ يفرض نفسه على مرأب السيارات الموجود أصلاً، ويفسح مساحةً ناعمةً أمامه يسهل على مستخدميها إدراكها وتمييزها وفهمها.

في البداية تم العمل على تخفيض ارتفاع المدرجات شاقولياً، لتزويدهما بكتلةً أوضح للعيان، إلى جانب أهمية ذلك في تخفيض كلفة المصاعد والمحافظة على المناطق كثيفة ومضغوطة قدر الإمكان دون التأثير سلبياً على وظائف المبنى، حيث سيحظى كل مبنى بارتفاع يتماشى مع استخداماته تطبيقاً لأخلاقيات العمارة المتعارف عليها.

أما من الناحية الجمالية فقد هدف المشروع إلى توليد تأثير أقصى عن طريق تزويد المستخدمين براحة عاطفية وبصرية، وذلك يتم التوصل إليه عن طريق الإطلالات بالدرجة الأولى، لذا تم توجيه الإطلالات الرئيسة من قاعتي المحاضرات ومكاتبهما باتجاه الجنوب نحو منطقة غنيةٍ بالخضرة والمناظر الطبيعية الخلابة، حيث يتم بذلك ترشيح الضوء الطبيعي الداخل عبر المساحات الرئيسة بوساطة شرفات مظللة، وحتى أماكن ركن السيارات ستستفيد بهذا الشكل من الإضاءة الطبيعية في مناطق محددة بفضل وجود التزجيج المقاوم للنار.

وعلى عكس ما يتوقع معظم الناس بأن الكتلة هي أهم عناصر المشروع؛ أكد فريق التصميم على أهمية المساحة الفارغة المحيطة بالكتلة الأساسية، فذلك الفراغ المتبقي هو ما سيُظهر العمل المعماري وسيحل مشكلة الموقع فيما يخص صعوبة إدراكه وقراءته؛ كنتيجة لذلك تم تصميم الأشكال بأكثر قدرٍ ممكن من الضغط والتكثيف، ليتم فيما بعد تغطيتها بمادة بناء واحدة؛ ألاوهي الخشب.

في حين ولتأمين مستوى شفافية مناسب وإطلالات قطرية، تم استخدام كتل صلبة مستوية في الجزء العلوي من المبنى، في حين توزعت النوافذ الخلجانية على مستوى الإطلالة في الجزء السفلي، وهكذا تمكّن المصممون من تقديم مستويات شفافية رائعة وإطلالات خلابة لمستخدمي المبنى عبر الساحة الداخلية.

هنا يعلّق المصممون قائلين “تم تصميم مبنانا هذا بكسوةٍ من الإطار المعدني وتم عزله باستخدام الخشب مسبق الصنع، وقد جاء هذا الخيار نتيجةً لأمرين؛ تخفيف وزن الكتلة عبر عمليات إنشائية “خفيفة”، والأخذ بعين الاعتبار العمل الإنشائي الحقيقي الموجود في الموقع.”

فللتوصل لعمليات إنشائية خفيفة الوزن وسريعة وبأقل تأثير ممكن على وظائف المعهد الجامعي للتكنولوجيا تم اعتماد أسلوب الإنشاء “الجاف” عن طريق جمع الألواح مسبقاً في ورشة العمل، إذ يتم بهذه الطريقة اختصار مدة الأعمال الإنشائية في الموقع، كما يتم حل مشكلة صعوبة الوصول للموقع نفسه.

باختصار، يبدو أن قرار المصممين قد جاء بهدف الخلاص لعمارة ناعمة وهادئة ورصينة في محاولة لتطوير نوعية الموقع بمجمله.

إقرأ ايضًا