جدارٌ ذاتي التظليل في حرم كلية Warrnambool الأسترالية

4

يمتلك مبنى الحرم الجديد لكليةٍ في Warrnambool في أستراليا -من تصميم الشركة الأسترالية Lyons- واجهةً أماميةً مزججةً مصنوعةً من فتحاتٍ سداسية الشكل منحدرة نحو الأسفل باتجاه الشارع.

إذ يعمل هذا المبنى الجديد كعتبة بين المدينة والحرم الخاص، وسوف يضم مرافق إقامة ومكاتب ومسارح محاضرات وغرف اجتماع. بينما تمتلك الفتحات المزججة كتلة فولاذية مشطبة بالزنك، لتقدم التظليل الشمسي والتهوية الطبيعية.

يمتد المدخل الرئيسي عبر جدار مزجج تحت هذه الفتحات. أما إلى خلف المبنى، فيوجد فناءٌ مسيجٌ. وبالحديث عن الكلية -بالقرب من فيكتوريا- فهي واحدة من خمسة كليات وحيدة موجودة في أستراليا والتي تشكل مؤسسة TAFE أو Technical and Further South West Education التعليمية الواقعة في غرب جنوب ولاية فيكتوريا في أستراليا، والمسؤولة عن تقديم التعليم والتدريب المهني.

هذا ويندرج هذا المشروع تحت المرحلة الثالثة من خطة إعادة تطوير حرم Warrnambool التابع لمؤسسة South West TAFE، ليشكل وسيطاً بين المساحة المدنية للمدينة والمساحة الداخلية الخاصة بالحرم. حيث تبلغ مساحة المبنى حوالي 2,870 متر مربع من مساحة الأرض، وهو ينبسط على ثلاثة مستويات ليستوعب برنامجاً متنوعاً بما فيه خدمات طلاب الحرم على الطابق الأرضي وإدارة الحرم ومجلس الإدارة على الطابق الأول ومركز اجتماع ومساحات تعليم عامة أخرى على الطابق الثالث أو العلوي.

من الجدير ذكره أن المشروع قد تطلب إذناً من مجلس الإرث في فيكتوريا، بسبب قربه من دار المحكمة التراثية في Warrnambool. أما من الناحية الأخرى، فتتجه واجهة المدخل الرئيسي إلى شارع Timor نحو الشمال، فيقترح سياقها وتوجهها اثنتين من أهم استراتيجيات التصميم الرئيسية.

أولاً، وقوع التوزيع الرئيسي للمبنى على الشارع، كامتدادٍ للمساحة المدنية، تماماً مثل الممر المكرر عبر المستويات الثلاثة. حيث يجتمع هذا مع فكرة الجدار ذاتي التظليل، مستوعباً العوامل الثابتة من أجل الأداء البيئي لكل من التهوية والتظليل الطبيعيين، بالإضافة إلى السماح لواجهة الشارع بأن تكون محميةً وشفافةً، مما يجعل التوزيع مرئياً على الشارع.

ومن أجل تحقيق هذه الأهداف، تم اختيار المواد بحيث تتلاءم مع الهندسات الشكلية المتعلقة بالتظليل. وقد تم توسيع المظهر الجانبي من المعدن المتوسع إلى نطاق ضخم جداً، في نطاقٍ واحدٍ يعمل مع الشارع.

في حين تمت كسوة المظهر الجانبي المصقول بالزنك، بهدف إتمام أودية وقمم الهندسة الشكلية. أما على نطاق التصميم العمراني، فيمكن رؤية إيقاع الهندسة الشكلية وكأنها تخيط الشارع والمبنيين التراثيين القريبين. ومن جهة أخرى، وعلى نطاق المبنى بالتحديد، تم تنسيق سلالم التوزيع الداخلية بحيث تتناسب مع هندسة الواجهة الأمامية، لتزيد الإحساس بربط التوزيع مع الشارع. وبهذا يصبح بالإمكان الدخول إلى المبنى من خلال جدارٍ زجاجيٍّ تم تركيبه تحت سلم التوزيع الرئيسي، ليقود إلى مركز خدمة الطلاب، ومن ثم يشق طريقه إلى مساحة فناء الحرم الخلفي.

بالمقابل، ترتفع السلالم من جهة البهو عبر جدار الشارع إلى سلسلةٍ من مساحات الطلاب، حيث ينظم الطلاب أنفسهم في نشاطات تعليم بشكلٍ غير رسمي. وبالنسبة إلى مساحة الفناء الداخلي، التي يقدم لها هذا المشروع نصف حدودها (بعد أن قدمت التطويرات السابقة النصف الآخر)، فهي مصممة كمساحةٍ هادئة ذات جدارنٍ صلبة أساساً بكسوةٍ معدنية، تتضمن نوافذ رمزية تعكس الهندسة المبتكرة إلى الشمال.

علاوةً على هذا، يتضمن المبنى ممارسات الاستدامة الجوهرية. وتتضمن هذه الممارسات فكرة تصميم الواجهة الأمامية الشمالية، واستخدام التهوية الطبيعية والطريقة المختلطة لمساحات التوزيع وأعمال جمع مياه الأمطار والثلوج عن السقف والمساحة الطبيعية من أجل استخدامها في الري عبر أرجاء الحرم. وبالطبع، تعمل هذه الصفات مجتمعةً على إعطاء هذا المشروع صفة تميزه عن باقي الأبنية المجاورة له، فيتحول إلى رمزٍ للاستدامة في هذه المنطقة من أستراليا.

إقرأ ايضًا