منزل في حزام بودابست الأخضر

3

ظهرت مادة الإسمنت الخام بشكلٍ متكررٍ في العمارة الهنغارية في السبعينيات، وقد كانت تتوافق تماماً مع التقاليد، ليأتي هذا اليوم الذي تندمج فيه مع تقنيات الإسمنت الحديثة في منزلٍ من تصميم شركة HMS-plan المحلية في مدينة Dunaharasztiفي هنغاريا، في مكانٍ ينتمي إلى الحزام الأخضر في بودابست.

تبنى المهندس Balazs Marko من HMS-plan مهمة التصميم الداخلي، بينما تعاون مع المهندس Kund Horvath من نفس الشركة في تصميمٍ جعل الإسمنت المرئي والجدران المُكلَّسة والأسطح الزجاجية الكبيرة تكمل بعضها البعض في خلق طابع المبنى.

بينما يتبع شكل المبنى خطاً تصاعدياً، ينتهي بإفريزٍ كبيرٍ يبرز بمقدار أربعة أمتار من الكتلة الرئيسية للمبنى. في حين تأتي الزوايا المنكسرة والتقاطعات المتداخلة لتساهم في خلق المزيد من التنوع في التصميم.

هذا ولا يضمن حجم قطع الأرض الهنغارية المتوسطة المسافة اللازمة عن المباني المجاورة، لذلك، عند اختيار موقع المبنى ورسم الخطة، يصبح الاتجاه الجنوبي الغربي هو الأفضل لأنه يمثل الجهة التي يمكن أن ينفتح منها المبنى.

إذ يلبي مشروع البناء هذا جميع المتطلبات المتعلقة بالمنازل العائلية المنفصلة في هنغاريا، فتأتي المساحة المركزية الأكبر على شكل غرفة معيشة. أما المطبخ فيستقر على هيئة مكعب كبير مفتوح في هذه المساحة ليشكل وحدةً قائمةً بحد ذاتها. ومن هذه النقطة تقريباً، يمكن رؤية جميع مساحات الطابق الأرضي والأجزاء الأروع من الحديقة.

بالإضافة إلى هذا، تتلاقى هنا خطوط المنزل كافةً مع محيطها، في حين تقود السلالم أحادية المساند والمصنوعة من الصفائح الفولاذية والموجودة في الطابق الأرضي إلى الطابق الأول مباشرةً. بينما يمكن الوصول إلى غرف النوم والمساحات المرافقة التي تخدمها من الصالة الرئيسية للمبنى.

أما غرف الأطفال فتمتلك جدراناً زجاجية باتجاه الصالة، مما يضمن اتصالاً بصرياً مع منطقة المعيشة. وهكذا، تبقى غرفة نوم الوالدين معزولةً تماماً.

نلاحظ في هذا التصميم أيضاً عنصراً هاماً يتجسد في المنطقة الشمسية التي تكسب الحرارة، فتساهم بالتالي في تزويد المبنى الممتد على مساحة 275 متر مربع بالطاقة.

كما ذكرنا آنفاً، يعتبر استخدام أسطح الإسمنت الخام حالةً شائعة في مباني المنازل الهنغارية المنفصلة، ولكن في الأجزاء الخارجية فقط من المباني، ولهذا فإن استخدامها في المساحات الداخلية مايزال أمراً غير مألوف بالنسبة لهذا النوع من العمارة. ولكن إذا ما تم طلاؤها وصقلها، فإن هذه المادة تمتلك قدراتٍ خاصةٍ يمكن أن تجذب المصممين وتفجر مواهبهم. وبما أن خطط التصميم الداخلي تتجه مؤخراً نحو استخدام أقل كمية ممكنة من الأثاث، أدى هذا الأمر إلى تطبيق ما يُعرف بالأثاث المركَّب.

يبقى أن نذكر أنه أثناء تصميم المبنى، تم إعطاء الحديقة تأكيداً واهتماماً خاصاً، بحيث تحقق توازناً مع الطابع الأقل بروزاً نسبياً من المحيط.

إقرأ ايضًا