مشروع استجمامي يصيب أراضي إسبانيا بالكلف

5

تعمل الحكومة الاسبانية على دراسة خطة مستقبلية لإنشاء منطقة استجمام في جنوب إسبانيا في أحضان الطبيعة الخلابة عند قرية Zahara de la sierra، التي تقع على أعلى تلٍ تنحدر من بين حناياه المياه الغزيرة لتصل إلى القاع الذي يضم بدوره خزاناً تم انشاؤه خلف سدٍ من الاسمنت. وتماماً في هذا الموقع المميز سيتم إنشاء المشروع.

كما نرى فإن الأرض في هذه المنطقة تضم في أرجائها مساكن بيضاء صغيرة تشبه في حجمها الأراضي والعقارات المحيطة، حيث تخيم على المشهد العام هنا نقاطاً بيضاءً وخضراء، أما مبنى تخزين الزوارق الذي نتحدث عنه اليوم، فقد تم بناؤه ليكمل مسيرة النقاط البيضاء في هذه الأراضي.

في البداية، يجدر بنا ذكر الظروف التي استند عليها المصمم أثناء اختياره للموقع، وأهمها الطريق الضيق المتفرع عن الطريق الثانوي لمنسوب المياه، بالإضافة إلى خطوط الكهرباء الهوائية التي تعبر فوق الموقع، والأهم من ذلك الزيادة المحتملة في منسوب المياه جراء هطول الأمطار، حيث يمكن أن تفيض مياه النهر بشكلٍ مفاجىءٍ في حال وصولها إلى الخزان الموجود في قاع المنحدر، وبالتالي يمكن أن تخلق أمواجاً تؤدي إلى وصول منسوب المياه إلى أقصى حدوده، ويرافق هذه الظروف الصعبة أيضاً عامل التربة السيئة الغير ملائمة للعمار، لتحدد بذلك كيفية إنشاء البناء.

 وكنتيجة لهذه الظروف، فقد كان من المستحيل الالتزام بقواعد البناء الهندسي العمودي والكتل العادية المتعارف عليها، وأدى الأمر بالمصمم إلى خلق مبنىً هندسي، ولكن مع بعض التعديلات، بهدف الاستجابة لمتطلبات البيئة والموقع العام.

أما من الناحية الوظيفية للمبنى فإنه يشكل “نطقة وصلٍ” بين مصف الزوارق المتاخم لمنسوب المياه ومنطقة ركن السيارات عند مستهل الطريق الثانوي، حيث يقدم المشروع فكرة ممرٍ يصل هاتين النقطتين.

 حيث يتمكن الناس من خلال هذا المشروع من المرور بملابسهم الاليومية عبر ممرٍ مخصصٍ للمشاة، ليخرجوا من المخرج في الجهة المقابلة مرتدين ملابسهم الرياضية ومستعدين للقيام بجولةٍ مائيةٍ على متن الزوارق في طريقهم إلى الخزان المائي، ليصبح البناء بهذا الشكل عبارةً عن نقطة تبادلٍ “interchanger” كونه يمثل توقفاً في المسار.  

وبالانتقال إلى تنفيذ المبنى، والذي تبنى تصميمه Julio Barreno على مساحة ما يقارب 200 م2، يتألف المبنى من طابقٍ واحدٍ ذو سطحٍ مائلٍ مبلطٍ باللون الأسود مزودٍ بملاقف، تحتل المساحة الكبرى فيه غرف تخزين القوارب، ونلاحظ بشكلٍ عامٍ غلبة اللون الأبيض على التصميم ككل ليبدو وكأن الكلف قد أصاب الأرض، باستثناء بعض المساحات الصغيرة التي تم تخصيصها لتتضمن الحمامات والمرحاض وغرف تبديل الملابس، والتي تم تلوينها باللون الأحمر المميز.

وفي النهاية وعلى الرغم من وجود هذه الألوان، يظهر المبنى متآلفاً مع البياض الذي يخيم على الأراضي المحيطة. حيث يمكننا أن نطلق على هذا البناء اسم biulding-landscape”” أو “canoe’s landscape” وهذا تماماً ما هدف إليه المصمم المبدع.

 

 

 

إقرأ ايضًا