المنزل/الفناء

2

يشبه هذا المنزل إلى حدٍ ما الفناء، إذ يقع منزل الصناديق هذا على تماسٍ مباشر مع الأرض في إحدى أحياء لشبونة، ولكن هذا “الفناء” ليس بمعزلٍ عما يجري في الخارج، بل على العكس تماماً، فقد حاول كلٌ من Luís Santiago Baptista و Tiago Leite de Araújo جعل المنزل ينخرط مع المجتمع المحلي المتوسطي من جهة ومع المجتمع الدولي المعاصر من جهة أخرى، ناهيك عن تضمين مفهوم البساطة الذي قام بتطويره Inaki Abalos بعيد طرحه فكرة “المنزل العملي” في كتابه الذي يحمل عنوان “الحياة الجيدة”.

بدايةً قام الثنائي بابتكار طريقة قريبة إلى إعادة استصلاح المنزل القديم، فقد تطلب إحياء هذا المنزل المهجور توزيع الغرف من جديد؛ من الغرف العامة التي تقع قبالة الساحة إلى الشمال مروراً بالممر الطولاني المركزي وصولاً إلى الغرف الخاصة والخدمية التي تقع قبالة الحديقة إلى الجنوب.

بشكلٍ عام، كان لابد من إعادة قولبة المساحات الداخلية بالكامل وتعزيز العلاقة مع الحديقة، مما أدى إلى ظهور ساحة تابعة للمنزل القديم، فضلاً عن جناحٍ زجاجي في الحديقة، والأهم من هذا وذاك، ظهور سقف صالح للاستخدام الغاية منه توسعة المساحات العامة في المنزل، وبغض النظر عن التوسعة، سوف يتولى السقف مهمة إدخال الضوء الطبيعي، وبذلك سوف يغدو المنزل وكأنه فناء مفتوح على الخارج.

ولكن لماذا أطلق Baptista وde Araújo على هذا المنزل اسم منزل “الصناديق”؟

تعزا تسمية المنزل إلى التوزيع المكاني للغرف، فقد تمت هيكلة الغرف على شكل صناديق، في محاولةٍ لجعل المنزل أكثر حيوية ومرونة من خلال استخدام هذه العناصر المتحركة، من جهةٍ أخرى، تم التخفيف من عدد المساحات الانتقالية بين المساحات الخاصة والعامة، فعلى سبيل المثال، تم إخفاء الأبواب في الصناديق، وتمت الاستعاضة عن هذه الأبواب التي تفصل الداخل عن الخارج بمجموعة من الألوان والمواد.

إقرأ ايضًا