غريب “معماري”

3

عندما تكون بعيداً عن المنزل، سوف تشعر بأنك غريب عن المكان، وبأن هذا المكان غير مألوف ولا سيما إن كنت في مدينة معقدة تعج بجنسيات وثقافات مختلفة، فما بالك إن كانت العمارة مختلفة أيضاً؟

يقع مبنى LIT بانكوك في منطقة معقدة مليئة بالتنوعات والتناقضات، على بعد 200 متر من الجسر المعلق، وعلى مسافة قصيرة من متحف الفن ومراكز التسوق، وتحيط به مباني سكنية/تجارية وفنادق صغيرة وكذلك بائعين جوالين. وتسعى شركة VaSLab من خلال هذا المبنى الغريب “معمارياً” أن تثبت للعالم بأنه قادر على جذب المارة بمعزلٍ عن الفوضى المعمارية من حوله.

ويتكون الفندق على شكل حرف L من 79 غرفة مخدمة بحمام سباحة ومنتجع صحي ومركز رياضي وغرفة بخار ومطعم وبار وغرفة وظيفية، كما وتحده اثنتان من المساحات الخضراء، التي أُنشئت لجذب المارة.

أما بعد دخولك قاعة الاستقبال في الفندق، فسوف تلاحظ بأن القاعة تطل على تلك المساحات الخضراء من خلال الواجهة المزججة بالكامل، وتشكل في الوسط ما يشبه الساحة ولكن مغمورة، تطوقها غرفة اللياقة البدنية والبخار والتدليك، التي تقع أسفل حوض السباحة المرتفع. في حين يصل الدرج الأخضر الأمامي بالمستخدمين إلى مستوى الساحة، التي تضم مساحة خارجية لتناول الطعام، ومن ثم يعود ليلقي بمن يريد إلى المطعم الداخلي عبر الجسر النحتي.

هذه المساحات المطوية، التي تطل حصراً على المحيط الخارجي، مشكلة ما يشبه “الواجهة المنفصلة” مستوحاة من طرحة العروس، حيث تخدم هذه الواجهة بمابة حاجز الطوابق السكنية من الثالث وحتى السابع، وذلك للتركيز بشكل أكبر على المشاهد الداخلية في الفندق؛ مثل الساحة الخضراء والساحة المغمورة وحوض السباحة والواجهة المضاءة وما إلى ذلك، بدلاً من من التركيز على المناطق المحيطة، مثل المباني السكنية/التجارية.

وقد تم تصميم الواجهة باستخدام سلسلة من ألواح الألومنيوم المركبة على شكل متوازي أضلاع والمقطعة باستخدام تقنية الليزر في أربعة أحجام مختلفة، وكنتيجة ظهرت أشبه بقناعٍ ديناميكي قابل للطي تخترقه ثقوب منقوشة، الأمر الذي ساهم في ضخ كمية مختلفة من الضوء ودرجات مختلفة من الرؤية من الخارج إلى الداخل والعكس بالعكس.

كما وتأثر هذا الغريب المعماري أيضاً بتاريخ مركز الثقافة والفن الذي يقع في الجوار (على بعد قدم تقريباً بجوار آخر متجر).

فهل هو قدر LIT بانكوك أن يُنظر إليه على أنه عمل فني آخر في المقاطعة؟ فهو مثل الشمعة “المضاءة” في المنطقة، حيث يندمج الفن والرفاهية معاً بشكل جيد، وفيه من السحر ما يكفي لجذب اهتمام الغرباء في هذه المدينة العواصمية الصغيرة.

إقرأ ايضًا