مركز لترويج العلوم يستقي مفهومه من عناصر الطبيعة

12

في العاصمة الصربية بلغراد، صممت شركة PIKASCH المعمارية مركزاً لترويج العلوم تقوم فكرته بشكلٍ عام على استقاء عناصر التصميم من مكونات الحياة الأساسية, بالإضافة إلى استخدام التقنية المستدامة بهدف ترويج معرفة واستخدام العلوم المتطورة.

وهكذا اعتمدت العناصر المفهومية الأساسية لمركز ترويج العلوم هذا على الأرضية المشتركة التي يشترك بها العلماء مع العالم الذي يراقبونه ويبتكروه؛ وهي الهواء والماء والأرض والحقول والأنهار، بالإضافة إلى عالم الأحياء والإنسان. في حين شكلت البيئة الاصطناعية العناصر الدافعة التي تجعل من المقترح المعماري أمراً ممكناً، حيث يهدف معماريو PIKASCH من خلال تصميمهم هذا لربط المستخدمين بالعناصر الرئيسة من جديد عن طريق البحث في جذور الحضارة والطبيعة.

فمبنى المدينة على سبيل المثال، والذي يشكل المقترح بمجمله، هو مركزٌ يساعد جيل الشباب على التعرف على الحياة الصديقة للبيئة، حيث يمكن لطلاب الجامعات أن يدرسوا الحياة الخضراء, في حين يتمكن العلماء من اكتشاف حلولٍ جديدة لتحقيق كفاءة الطاقة، كما يمكن للزوار أن يتعلموا المزيد عن الاستدامة ومبادئها وطرائقها.

وهكذا جاء الإقتراح محاكياً للمناظر الطبيعية؛ حيث تنافس أبراج المركز والتي أُطلق عليها اسم “صخور المتحف”، في ارتفاعها ومتانتها جميع الأبنية المجاورة, في الوقت الذي تتناغم فيه مع أبنية الخط الأمامي في جادة Arsenija Carnjevica، ليأتي مبنى الجامعة تحت اسم “التلة” ويظهر بهئيته الهادئة والمسالمة كمبنى داخلي أخضر.

أما فيما يخص “الجزيرة”، فهي عبارة عن مركز ومجمع التواصل الذي يلتقي فيه الطلاب والعلماء والزوار ليتبادلوا أفكارهم حول الحياة المستدامة.

وطبعاً للتقنيات المستدامة نصيبٌ في مركزنا، حيث توجد مجموعةٌ من توربينات الرياح والألواح الشمسية التي تتوضع في “الغابة” مزودةً المبنى بمتطلباته السنوية من الطاقة، لتأتي نهايةً “البحيرة” وتكمّل هذا النظام البيئي، إذ تُعتبر جرس تذكيرٍ بتاريخ المنطقة الغني.

وعلى شاكلة مدينة مصدر في أبو ظبي، تختفي حركة السيارات تماماً من هذا المجمع، الأمر الذي يمكّن زواره من التجوال بحريةٍ عبر العناصر المتنوعة بدءاً من “ساحة المتحف” وانتهاءً بـ “ساحة الجامعة” على “طريق البحيرة الجانبي”, فكل الزوار هنا على اختلاف وسيلة قدومهم –سواءً سيارة أو دراجة أم وسائل نقل عام- سيتبعون نفس الطريقة في التنقل داخل المجمع؛ وهي عبارة عن مسافة مشيٍ قصيرة على “طريق المتحف” باتجاه “البحيرة” الموجودة في وادٍ ضحل، حيث يتربع برج الردهة وبرج المؤتمرات في ساحة المتحف.

وبالحديث قليلاً عن القسم المخصص للمتحف، نشير هنا إلى أنه قد تم توزيعه وفقاً للبرنامج على ثلاثة طوابق عامة، حيث ترتبط مساحات المعارض الدائمة مباشرةً مع الردهة, في حين توجد صالات المعارض المؤقتة وبعض مرافق الخدمات في القبو.

ولكن تبقى أجمل بقاع المشروع هي تلك الصخور التي يمكن للزوار تسلقها للتمتع بمناظر خلابة وإطلالةٍ فريدة على الجوار، في حين يمكن لرواد النادي العلمي والمطعم الوصول إلى مقصدهم في الطابق الأول، لتتوزع مرافق الخدمات الخاصة بهم في الطابق الأرضي… ذلك المكان الذي يمكن للزوار من خلاله الوصول مباشرةً إلى المجمع العلمي الخارجي الذي يندمج بصرياً مع الهضاب, في حين يكون منفصلاً تماماً عن المساحات العامة وعناصر المناظر الطبيعية أو اللاند سكيب.

إقرأ ايضًا