يعتبر تصميم جناح مدينة Novosibirsk في روسيا نتيجةً للعديد من الأبحاث والدراسات عن الهياكل ذات الشباك المتصالبة، والتي كانت سائدة من فترة الخمسينيات وحتى الستينيات من هذا القرن لتتجسد بروائع هندسية لمصممين كبار أمثال Nervi و Otto و Candela.
وقد كانت هذه الهياكل جزءاً من تجارب سابقة، استطاعت فيها المواد المبتكرة إلى جانب حساب الأشكال التناظرية إلى عودة ملامح العصر القوطي من جديد، وقد تميزت هذه الهياكل بشكلها المنحني ومجسماتها الموحدة، ولكن في المقابل فإن هذه الحلول لطالما كانت محدودة في كثيرٍ من الأحيان بأشكالها المنطقية تبعاً للحدود المادية.
أما اليوم بتنا نشهد العديد من الهياكل الشبكية التي تمت إعادة صياغتها من جديد عبر ابتكار أنماطٍ موحدة من المجسمات ومواد بناءٍ غير مسبوقة، وجناح Novosibirsk الصيفي من تصميم شركة EMERGENT المعمارية ومقرها لوس أنجلوس، خير مثالٍ على نجاح هذه التقنية المعمارية مؤخراً.
حيث يقوم هذا التصميم بالاستجابة المتزامنة للمخطط مع السطح المنحني والممرات، مما أدى إلى خلق هيكلية متنوعة بشكلٍ كبير وغير طولية على الإطلاق، فقد سمح التغيير في تشكيلة المخطط إلى جانب الكثافة والعمق بظهور هيكلٍ متمركزٍ ساحر، من المستحيل أن تنتجه يد الأنماط الثابتة التقليدية.
من خلال هذا التصميم الجريء نجد أن فريق العمل قد استطاع رفع الحدود التي تقيّد العملية التقليدية في ابتكار الكتل، فجعلها أكثر تعقيداً، وهكذا بات الطريق مفتوحاً أمام الأشكال السطحية غير المتوازنة. الأمر الذي أدى إلى ظهور كتلةٍ تتبع منطق “الكتلة-العارضة” أو بالأحرى المنطق الذي يظهر فيه تأثير العارضة وتأثير الكتلة، حيث تخفف العناصر الرياضية من وطأة تراكم القوى في هذه الكتل.
وأخيراً يعتبر التغيير الكبير بين الخلايا المجاورة في مخطط السطح النقطة الأبرز في التصميم، كما يسهم التنافس بين قوى الهيكل المنحني إلى جانب الصلابة بتعزيز هذا التباين، الذي يتخذ طريقه بعيداً المخططات البارامترية المائلة.