ناطحة سحاب تغير ملامح بروكلين بطريقةٍ مستدامة!

8

تشتهر مدينة بروكلين بمبانيها الحجرية الرملية السمراء المذهلة وشوارعها المحدَّدة بالأشجار، ولكن لدى مقارنتها مع نظيرتها منهاتن، نجد أن الأولى تميل إلى الالتزام بالمباني منخفضة الارتفاع.

وفي محاولةٍ لكسر القاعدة وتخطي الصورة النمطية للمدينة، قامت مجموعةٌ من المعماريين بتصور شيءٍ مختلفٍ لمستقبل هذه المدينة، فجاءت النتيجة ناطحة سحابٍ عموديةٍ.

فقد قامت هذه المجموعة التابعة لشركة Rogers Marvel للعمارة التي تعمل في مجال المشاريع التجارية والسكنية والتصميم الداخلي والتخطيط والمشاريع المدنية من مقرها في نيويورك، بتصميم “ناطحة الحديقة” العمودية أو Yard-Scraper. وقد سُميِّت بهذا الاسم نظراً لامتلاكها حديقةً خلفيةً غنيةً بأنواعٍ مختلفةٍ من الأشجار.

حيث ستشكِّل ناطحة السحاب هذه مشروعاً تطويرياً جديداً عالي الاستدامة ومختلط الاستخدام يهدف إلى أخذ مكان سجن Detention House الواقع في قلب بروكلين وتغيير المشهد العمراني من خلال البناء باتجاه الأعلى.

ولكن بقدر ما يبدو متباهياً من النظرة الأولى، يمثِّل هذا المشروع حقاً مثالاً ممتازاً على كيفية إعادة تصوُّر مساحةٍ مملوكةٍ من قبل المدينة كهذه -بعد أن فقدت قيمتها الاجتماعية والقرينية منذ زمنٍ طويل- لتتحول إلى مشروعٍ مستدام ٍ جديدٍ جاهزٍ لخوض حياةٍ ومنظورٍ جديدين في قلب محيطه.

هذا ومن المقرر أن يتم بناء الكتلة الجديدة في مركز مدينة بروكلين، في منطقةٍ تخضع حالياً لعمليات تجديدٍ عمرانيٍّ هائلةٍ تهدف إلى إنشاء العديد من المباني السكنية والمكاتب التجارية. ولكن من خلال تقليص امتدادها العمراني، ستتخذ كاشطة الحديقة شكلاً عمودياً تماماً، بما أن هذا الشكل يبدو أنه الصيغة الأكثر فعاليةً للبناء.

بنفس الطريقة، أدى تقليص المساحة الإجمالية والبدء بالبناء باتجاه الأعلى إلى منح ناطحة السحاب هذه القدرة على استخدام كلٍّ من المساحة والمصادر الموجودة على أرض الموقع بطريقةٍ أكثر فعاليةٍ، لتخدم بالتالي عدداً أكبر من السكان أكثر مما كانت ستخدمه لو أنها اتخذت شكلاً أفقياً.

بالنسبة إلى أقسام المبنى، ستضم الطوابق السفلية من كاشطة الحديقة الجديدة مناطق للنشاطات الاجتماعية والتجارية والتعليمية، حيث ستتمتع كلُّ واحدةٍ من هذه المناطق بطريق وصولٍ مباشرٍ إلى مساحةٍ خضراء مفتوحةٍ أو مغلقة.

بينما ستضم الطوابق العلوية ما يمكن اعتباره مباني بروكلين الحجرية الأثرية، بالإضافة إلى عددٍ من الشقق السكنية الأخرى.

ولكونها غير مرتبطةٍ بشبكة الشوارع المستوية، لذا فإن كل وحدةٍ من هذه الوحدات ستكون مكَّدسة فوق الأخرى ومتوجِّهةً بطريقةٍ تسمح بزيادة تدفق الهواء وتوزيع الضوء الداخلي، مما يقلل من الاعتماد على الأنظمة الميكانيكية التي تستهلك كميةً كبيرةً من الطاقة.

ولكي يحقق هذا المبنى بعضاً من سمات الاستدامة الهامة، سيتم كسوة مناطق محددة من الواجهة بألواحٍ ضوئيةٍ شمسية، كما سيضم المبنى مركزاً للبيوت البلاستيكية ومزرعةً عموديةً والعديد من تراسات الحدائق، فضلاً عن معهد الاستدامة العمرانية ومكتبة بروكلين للعلوم والبيئة ومركز القضاء والكثير من المرافق المفيدة والهامة.

بهذا الشكل يكون هذا المشروع قد ساهم في تغيير المظهر العمراني العام لمدينة بروكلين، فمن ناحية أصبح البناء عمودياً ومرتفعاً بعد أن كان أفقياً منخفضاً، ومن ناحيةٍ أخرى أصبحت المباني أكثر استدامةً لكي تواكب المتطلبات الحديثة للعمارة المعاصرة.

إقرأ ايضًا