مركز طلابي يصالح المباني السكنية والأكاديمية في أميريكا

3

يحظى طلاب جامعة سميث، والتي تعتبر أكبر مؤسسة للفنون الليبرالية الخاصة بالنساء في الولايات المتحدة الأمريكية جمعاء، بإحدى أهم المراكز الأكاديمية في العالم، إذ نجح فريق Weiss Manfredi المعماري بتأمين بيئة دراسية منعزلة، ولكن مشجعة في الوقت نفسه على التفاعل الاجتماعي ما بين الطلاب أنفسهم وما بين الكادر التدريسي والطلاب.

ويعتبر هذا المركز بمثابة تقاطعٍ بين المساحات السكنية والمباني الأكاديمية على أكثر من ستين ألف قدم مربع، تحدّه العديد من المسارات المؤدية إلى داخل وخارج الكلية، بينما تقع على جانبيه مجموعة من الكتل القائمة، فقد تم توجيه المبنى وكأنه إحدى تلك المسارات التي تحده؛ إحدى نهاياته مفتوحة باتجاه مقاطعة نورثهامبتون وإحداها نحو الحرم الجامعي.

من جهةٍ أخرى يوضح لنا التصميم إحدى أهم ميزات الخطة الأصلية الرئيسة من تصميم فريدريك لو أولمستد، عميد عمارة الأراضي الأمريكية، الذي قام من قبل بتصميم المساحة الخضراء المحيطة بمبنى CHAPIN السكني والتي لم تتحقق بالكامل، وذلك من خلال إعادة التعريف بهذا العنصر الهام بمساعدة المركز الذي سيمثل بدوره نافذة معاصرة لمباني الجامعة التاريخية التي يناهز عمرها 136 عاماً.

أما من الخارج فقد تم إكساء الكتلة الخارجية الطولانية من المبنى بألواحٍ خشبية بيضاء بشكلٍ عشوائي بوحيٍ من الألواح البيضاء التي تكسو معظم مباني نورثهامبتون في ولاية ماساتشوستس، في محاولةٍ لعزل المركز عن العوامل الجوية، كما ويدعم هذه الكسوة الخشبية الذكية حاجزٌ مبتكر آخر ضد المطر مصنوع من الخشب المعاكس والفولاذ ومجموعة من الأشرطة العازلة.

وتتخلل واجهة المبنى بعض الفتحات الصغيرة قبالة شارع Elm المؤدي إلى البلدة، على نقيض النوافذ الكبيرة الزجاجية الواقعة من جهة الحرم الجامعي والمفتوحة على التراسات المتدرجة التي تؤدي بدورها إلى المرجة المحيطة بمبنى Chapin، ويذكرنا هذا المشهد المفتوح مرة أخرى بموقع الكلية المركزي المناسب للأحداث الشرفية والاحتفالات.

ونصل إلى داخل المركز، حيث تتلاقى الصالات ومناطق العرض بالإضافة إلى مرافق الأداء وتناول الطعام جنباً إلى جنب مع مكاتب الطلاب وغرف البريد والمكتبة في ردهةٍ طويلة مضاءة بالكامل، حيث يخترق الضوء طوابق المركز الثلاث ويصل حتى قلب المبنى، كما وتسترعينا الأدراج الواسعة التي تفتح أمامنا آفاقاً من الرؤية تغطي كامل المساحة الداخلية بشكلٍ أفقي، ناهيك عن ألوان الجدران الجريئة والمفروشات التقليدية والسجاد الفاخر من تصميم فريق Weiss Manfredi أيضاً.

وأخيراً نأتي على المفروشات التي نجحت هي الأخرى بتوفير أجواء حميمة أقرب إلى أجواء المنزل، بالإضافة لوجود طاولتين متصلتين لتناول القهوة تمتدان عبر الردهة وقاعة الطعام، أما في قاعة الطلاب فنلاحظ مجموعةً من مقاعد الاستراحة الخاصة بالقراءة أو المحادثة مصنوعة من الألمنيوم.

باختصار، بفضل أثاثه الحميمي وتوجيه المبنى الصحيح بين العديد من المسارات، استطاع المركز أن يتخذ له مساراً خاصاً وسط الحرم الجامعي، إذ لم يحدث أن استطاع مركزٌ طلابي أن يسد الفجوة بين المباني السكنية وتلك الأكاديمية في جامعة سميث من قبل، إلى أن جاء مركزنا لليوم وخلق ما يشبه غرفة المعيشة وسط زحمة الأبنية المنتشرة هنا وهناك.

إقرأ ايضًا