فندق طهران التجاري بتصميمٍ يُرضي صاحبه

7

وراء هذا التصميم الإبداعي لفندق طهران التجاري قصةٌ صغيرةٌ بدأت عندما حصل مالكي المشروع على رخصة البناء ولكنهم لم يكونوا راضين بالتصميم الذي سينفذونه، فعقدوا منافسةً سريعةً وخاصة في ربيع 2010 لتلقي بعض العروض والتصاميم التي تتفوق على التصميم الذي بين أيديهم أو تطوره على الأقل.

كانت شركة Bonsar Architecture Studio الإيرانية أول من عمل على دراسة المشروع القديم لتجد نقاط ضعفه وتعمل على تجاوزها كنقطة بدايةٍ بنت على أساسها تصميمها الذي فاز بالمركز الأول في المنافسة.

وبالنظر إلى مخطط المشروع المبدئي عمل فريق التصميم على مواجهة ثلاثة تحديات، فكانت طريقة تحليلهم لهذه التحديات ولاحقاً الأدوات التي استخدموها لمعالجتها أساس عملية التصميم.

قد برز أول تحدٍ من النظرة الأولى إلى المخطط، إذ بدا أن الفريق أمام بنائين يشكلان مبنى واحد، حيث تضمن أولهما الفندق وملحقاته، في حين كان الثاني بمخططٍ أكثر عمومية ليضم مركز المؤتمرات والقسم المتعلق بالأعمال التجارية المرتبطان بالفندق. وهنا كانت فكرة الإزدواجية هي أول ما تبادر إلى أذهان المصممين، فأصبحت الطريقة التي سيتم بها دمج المبنيين في بناءٍ واحدٍ من أهم القضايا الواجب اعتبارها.

كان القسم التجاري من أهم أجزاء المشروع من وجهة نظر العميل، إلا أن موقعه جعله شبه مدفونٍ في الأرض بسبب انحدار أرض الموقع مما يوحي بأنه غير مهمٍ عند النظر إليه لأول مرة. وبالنظر إلى الحيوية التي سيحتويها القسم التجاري وجد فريق المصممين أنهم أمام تحدٍ جديد. إذ سيصعب إضفاء سمة الحيوية على مظهر بناءٍ يبدو مغموراً بل ومدفوناً حتى.

أما ثالث التحديات فقد وُجد في المخطط نفسه، إذ كان لا بد من إرضاء العميل، صاحب فندق طهران التجاري الذي لم يكن راضياً بالمخطط السابق لتتم إضافة مرافق وحذف البعض حتى يحقق صاحب المشروع ما يدور في ذهنه حول فندقه. وهكذا تمت إضافة ورشات عملٍ وغرف اجتماعاتٍ خاصة ومطعاً تقليدياً. وقد وثق المصممون بحسن اختيار المرافق الجديدة لتحليلهم لنوعية النزلاء الذين سيشغلون الفندق ونوعية متطلباتهم ونشاطاتهم خلال إقامتهم فيه.

ثم إلى جانب التحديات الثلاثة التي استطاع المصممون مواجهتها برزت قضيةٌ مهمةٌ جديدة أثناء مراقبة كيفية ظهور كتلة البناء، وهذا ما وجب دراسته أثناء مراحل التصميم. إذ سيتم سد واجهات البناء من الجهة الغربية، في حين سيبقى حراً من بقية الجهات، وطبعاً سيتسبب ذلك في حجب الإطلالات الغربية دون تعمّد.

بالنظر إلى اختلاف ارتفاعات أجزاء المبنى التي يُظهرها بشدة وجود البناء فوق تلةٍ، نجد أنه من الواضح أن البناء أصبح قد مرئياً من عدة أماكن في المدينة عن بعد. وكان العميل قد ذكر بأنه يريد أن يرى مبناه كعلامةٍ متميزةٍ في المدينة، وهذا ما كان سيصعب تحقيقه ما لم يتم الاهتمام بشكلٍ خاص بالجدار الضخم الذي يحجب الجهة الغربية في التصميم القديم. فكانت خطوةٌ أخرى تجاوزتها شركة Bonsar وجعلت من الواجهة الغربية تحديداً إحدى أهم واجهات البناء لتشرف على أجمل الإطلالات.

وبهذا بزغ في أفق طهران فندقٌ يضم جميع ملحقاته في بناءٍ واحدٍ أنيقٍ ومرتب، يتميز بغرابة تكدسه وتفاوت ارتفاعاته، مما يمنحه مظهراً عملياً وطابعاً تجارياً يعكس حقيقته وهدف صاحبه.

إقرأ ايضًا