منزل الموجة السماوية في البندقية

6

لترفيه نفسه في مكانٍ للمعيشة والعمل واستكشاف الأفكار الجديدة، صمم المعماري Anthony Coscia منزله الخاص باسم منزل الموجة السماوية في مدينة البندقية. يتميز هذا المنزل بصفيحةٍ فولاذيةٍ منحنية تقدم الظل والحماية، بينما تنفتح جدرانه الزجاجية على المزروعات الكثيفة على قطعة أرضٍ بأبعاد 40×120 قدم.

بالدخول إلى المنزل، يمكن الحصول على مشهد الداخل الممتد على 90 قدم، مع سلالمه المفتوحة وأبوابه المنزلقة. وهناك ينتشر إحساسٌ بالانفتاح والضوء الطبيعي الوفير والانعكاسات والمشاهد الخضراء التي تطمس الانقسام بين الداخل والخارج.

هذا وقد أمضى مكتب Coscia Day Architecture + Design عقدين كاملين في تصميم المنازل المبتكرة والمساحات التجارية الذكية والمطاعم الشهيرة مثل Natalee Thai و Azia و Xi’an في البندقية وبيفرلي هيلز. وفي كلٍّ من هذه المشاريع نلاحظ أن المعماريين قد بدأوا عملهم بالاستعانة ببنموذجٍ بسيط قبل أن يستخدموا برامج الكمبيوتر لتصميم سياجٍ نحتي يلتف حول قاطني المكان بانسيابيةٍ شبيهة بالتفاف الحبل حول الجسد.

في الواقع، كان أحد مصادر الإلهام بالنسبة لهذا المنزل معرض أثواب A-POC لـِ Issey Miyake المصنوع من قطعة ثياب واحدة مفصَّلة بالليزر. فكانت نقطة الانطلاق المباشرة من نموذجٍ صغيرٍ من المقاعد التي كان المعماريون يعملون عليها، والتي تأخذ شكل جناحٍ عائمٍ فوق شكلٍ زجاجي.

باتباع هذه التحريات الخاصة بالسطح والمساحة، قام Coscia بثني قطعة واحدة من الورق -كما في فن الأوريغامي الياباني- ولكن بشكلٍ أكثر انسيابية. حيث امتلك النموذج الأول ثنياتٍ أكثر فيه من التصميم النهائي. فأتت الأشكال منحنية الأضلاع والناعمة شبيهةً بالعيش على أرض الموقع ورحلة المشي القصيرة من الأمواج الدائرية للمحيط، ومن كلٍّ من الأثاث المنحني برقة من العقد الماضي وأعمال الخشب المعاكس المثني من تصميم المعماري الشهير Eames.

بعدها تم قص الفولاذ بحيث ينسحب بلطف إلى مركز المنزل ويسمح بإخراج الهواء الساخن في الصيف. وبما أن المنزل قريبٌ من المحيط، طبعاً لن يكون هناك حاجة إلى الاستعانة بأية أنظمة تكييف، فقد تم تصميم المنزل بهدف تحقيق مستوى عالٍ من الاستدامة.

أما السقف المعدني وكسوة الجدار العلوي، فهما مطليان بالأبيض لتوزيع أشعة الشمس، بينما تعمل الملاقف المقعرة والنوافذ المزودة بمحركات على الجانب الغربي لسحب نسمات المحيط وتقديمها للمنزل.

في حين تمتص الأرضيات الإسمنتية شمس الشتاء وتدمج تدفئةً مشعةً يمكن تغذيتها من الألواح الشمسية. بينما تطفو مساحة المطبخ وتناول الطعام فوق قاعدةٍ حراريةٍ مرتفعةٍ مملوءةٍ بالفضلات الناتجة عن عوارض الإسمنت المصفوفة، مما يسمح بتبريد المنزل في الصيف.

على الرغم من أن المنزل متراجعٌ عن خط الحد على جهاته الأربعة، إلا أنه يبدو وكأنه يملأ الموقع، وهذا ما يعطيه خاصية حشو مباشرة. فحال المرور عبر البوابة، يصادف المرء حقلاً من الرؤية الممتدة مثل مخلوق حي، بينما تعمل الألواح المائلة والمنحدرة على نشر إحساس بالحركة النشيطة.

من ناحيةٍ أخرى، يتم التعامل مع الداخل على أنه شقة شفافة، مع مجموعة من التشطيبات أحادية اللون والعضوية. بينما تتدفق كل مساحة داخل الأخرى، لتنتقل عبر الداخل امتعدد المستويات من التراس وغرفة المعيشة في الأمام، بالإضافة إلى مكتب زجاجي الجدران في الأسفل، إلى المنطقة المركزية الواسعة لتناول الطعام والترفيه وعلى الجناح الرئيسي الواقع على المستوى العلوي في الخلف.

الطريف في الأمر أنه في تعليقه على العمل بعد انتهائه، يقول المعماري وصاحب المنزل: لقد غيَّرنا المنزل وغيَّر طريقة عيشنا كذلك، فعلى الرغم من أنني عرفته منذ لحظة تصوره، إلا أنني أقوم باستمرار باكتشافات جديدة.

إقرأ ايضًا