ستارة زجاجية مقعرة تطوق مكسيكو سيتي

13

على شكل قوسٍ كبير استطاع مبنى Plaza Residence بواجهته الزجاجية الداخلية أن يخلق مساحةً داخلية مقعرة مدمجة وحركة السير الهائلة في Reforma الشارع الأبرز في مكسيكو سيتي التي تشهد مؤخراً تطوراً كبيراً في مجال العقارات.

إذ يحيط بالمبنى اثنين من المعالم الثقافية المتأصلة في تاريخ المنطقة وهي نصب كولومبوس ونصب الثورة، والتي أضافت بقدر ما أضاف شكل المبنى الفريد على السياق العمراني وأسهم في إثرائه، حيث بات مبنى Plaza Residence أو “مسكن بلازا” منحوتةً فنية بحد ذاته بجوار نصب كولومبوس التذكاري الشهير وفي واحدةٍ من أهم الزوايا في شارع Reforma.

ونعود إلى شكل المبنى المقعر والذي يعتبر العنصر الأبرز في التصميم، فقد جاء وبصرف النظر عن الواجهة المدمجة وحركة السير في الشارع ليفسح المجال أمام كافة الشقق لأن تحظى بإطلالة شاملة وكاملة على الشارع نفسه، ومازلنا نتحدث عن الحزام العمراني الذي يطوق المبنى.

إذ يسترعينا طابقٌ آخر تحت الأرض بوصفه جزءاً لا يتجزأ من “مسكن بلازا” مصحوباً بمجموعة من الثقوب، كما ويفسح الرصيف الحجري المجال أمام الطابق الأرضي لأن يضم العديد من المناطق المألوفة عادةً في المباني السكنية إلى جانب المناطق التجارية والخدمات.

مرة أخرى إلى واجهة المبنى أو ستارة المبنى إن صح التعبير، إذ بإمكان هذه الستارة الزجاجية أن تجعلنا نتجاوز طوابق المبنى ونقف عندها ساعاتٍ وساعاتٍ… بكل سلاسة وبكل أناقة تنساب هذه الواجهة وتدعمها ألواحٌ من الألمنيوم بشكلٍ عشوائي، والتي تتحكم في تأثير الشمس بينما تضفي العديد من الظلال بفضل شكلها المقعر الانسيابي.

وفي تفاصيل التصميم ينقسم البرج السكني إلى منطقتين تحظى كلتاهما بنقاط وصول وردهاتٍ مستقلة عن الأخرى، في حين تم تصميم كل شقة تبعاً لتوجه المبنى، ولذلك نلاحظ بأن مساحة هذه الشقق تتراوح ما بين 60 و 170 م2 وبارتفاعٍ واحد أو مزدوج، كما ويتربع المبنى على أربعة طوابق تحت الأرض، حيث تم تخصيصها كمواقف للسيارات.

من جهةٍ أخرى فقد تم إضفاء نفسٍ فني على المشروع فيما لو نظرنا إلى الواجهة على أنها لوحةٌ جدارية مرتفعة وبغض النظر عن كونها ساحة عامة، فإنها تخدم كنقطة تحولٍ نحو الخارج باتجاه الشارع، كما ويبرز هذا المبنى المستدير بألواحه الأفقية المنبثقة عن واجهته المحدبة على حساب صرح الثورة وأحجار الكانتيرا خاصته والفضل لممراته الممتدة على طول المبنى والمطلة على مكسيكو سيتي.

أما زوايا المبنى فمن شأنها تسليط الضوء على ارتفاعه من خلال العناصر العمودية التي استطاعت أن تكسر حدة الخطوط الأفقية بفعل الألواح العشوائية المصنوعة من الألمنيوم، إذ نلاحظ بأن واحداً من هذه العناصر العمودية يتحول بالاشتراك مع مجموعة من الأعمدة والزجاج ليشكل ما يشبه صندوقاً من الضوء معطياً المبنى قيمةً إضافية.

ولا بد من الإشارة إلى أن المبنى يضم إلى جانب الشقق السكنية مركزاً تجارياَ ومركزاً للياقة البدنية وغرفة عرضٍ وبركةً للسباحة ومنصةً للمراقبة، إلى جانب نادٍ للأطفال وصالة وقاعةً للإحتفالات ومرآباً وأخيراً وليس آخراً ساحةً خارجية مشتركة.

إنها بالفعل عمارة معقدة ولكن فريدة من نوعها، والفضل للكتلة الاسمنتية البالغة قرابة 51,707,50 م2- والنظام الفولاذي الفريد إلى جانب أساسات البناء ونظام الإنشاء، كما وتم إقحام نظام ضغطٍ فريد لمقاومة الزلازل التي تصيب مكسيكو سيتي عادةً، وهو عبارة عن صندوقٍ معدني من 54 م على شكل نظامٍ هجين من الدعائم ولجدران لدعم الطوابق الأرضية والطوابق العشرين إلى الأعلى منها.

وأخيراً تخفي واجهة “مسكن بلازا” خلفها العديد من التقنيات الفريدة من خزانات المياه وتلك الخاصة بالحرائق فضلاً عن ممراتٍ للنجاة ومضخةٍ مشتركة لمياه الشرب ومياه الأمطار، كما وتتربع عشر خزاناتٍ للمياه على سقف المبنى، في الوقت الذي تضم فيه الطوابق السفلية تحت الأرض محطة معالجة هوائية ومحطةً كهربائية فرعية باستطاعة 1,281 كيلو واط إلى جانب غرفة للطوارىء وأنظمة لحفظ الطاقة مصحوبة بأجهزة للاستشعار والتحكم بالمصابيح الكهربائية.

ولا ننسى خزانات الغاز الخمس ونظام تعقب غاز ثاني أوكسيد الكربون في طوابق المرآب أيضاً، بالإضافة إلى نظام تهوية وحقن الهواء في مساحات المرآب ومنطقة المطبخ المشتركة وبركة السباحة والمنتفعات في الشقق… وبالتأكيد مبردات الهواء التي تعمل بتقنية التبخير في مناطق الخدمة في المناطق المشتركة والمصاعد الست ومصاعد الشحن والبريد في الطابقين الأول والثاني تحت الأرض.

إقرأ ايضًا