بركة سباحة منبثقة من قلب مدينة تورو الإسبانية

7

في كل صيف يزدحم ملايين الناس في برك السباحة وعلى الشواطئ من أجل قضاء الإجازة الصيفية في المياه المنعشة، إلا أن معظم هذه البرك بخلاف الشواطئ تبدو متشابهة… أحواضٌ إسمنية مغمورة بالمياه خالية من أية ملامح معمارية أو تفاصيل مشوقة، ولكن بركة السباحة المسقوفة هذه في مدينة تورو سوف تغير مفهومك عن برك السباحة… وربما قد تغير وجهتك هذه السنة إلى إسبانيا.

حيث حاول فريق Vier المعماري دمج هذه التحفة المعمارية -إن صح التعبير- والسياق المعماري المحلي مؤكداً على ضرورة عدم انفصال المبنى عن سياقه، بل نجح بأن يجعل منه جزءاً من التراث المعماري للمدينة.

فلم تكن بركة السباحة هذه لتكترث بالزخارف والديكورات، بل فضلت أن تتشح برداءٍ بسيط أقرب إلى التقشف منه إلى البهرجة، دون أن تتخلى عن اللغة المعمارية المعاصرة، متمكنةً بذلك من إعادة إحياء تراث تورو من جديد.

إذ نلاحظ بأن البركة تبدو إلى حدٍ منبثقة من الأرض، فعلى سبيل المثال نلاحظ بأن الجدران بالإضافة إلى الكتلة الخارجية ليست بمعزلٍ عن السياق المعماري المحلي، ونقصد هنا المواد المستخدمة في بناء الجدارن وشكلها وتكوينها، ولكنها في الوقت نفسه تحمي نفسها من المناخ الخارجي ومن المشاهد الخارجية غير المرغوب بها بفضل الجدار المصنوع من التراب المرصوص.

أما وفوق هذا الجدار فتعكس أسقف غرف تبديل الملابس الغطاء النباتي، الذي يخيم على الأفنية الداخلية، بينما يعكس حجم ونطاق المبنى بالإشتراك مع الجدران الخام الخالية من أية نقوش أو ديكورات مبادئ العمارة الأثرية في تورو.

ولكن هذا الوجه الصارم ما يلبث أن يتحول إلى آخر مرحب ما إن ندخل عتبة المبنى، حيث يغمر الضوء والهواء الطبيعي كافة المساحات الداخلية من خلال سلسة من الأفنية الداخلية التي تسمح بجعل المباني الخارجية تبدو شفافة أو معتمة، هذا إلى جانب قدرتها على تنظيم الحرارة والسماح بالتهوية الطبيعية.

ولكن هذا ليس حال الكتلة الرئيسة التي تحتوي على بركة السباحة، حيث تم فرض رقابة صارمة على الظروف المناخية هناك، لذا قلما ترتبط هذه البركة والمناطق الأخرى… فهي معزولة بالكامل.

إقرأ ايضًا