الحياة المدرسية تندمج مع المجتمع في تشيلي

12

تبنت شركة PLAN Arquitectos للعمارة التي تتخذ مقرها في مدينة سانتييغو في تشيلي مشروعاً معمارياً عام 2005 وأنجزته عام 2008 في إيمبدرادو التشيلية، ليؤكد على اندماج المجتمع والحياة المدرسية من خلال مدرسةٍ جديدةٍ باسم “مدرسة القديس إغناسيو في إيمبدرادو” على مساحةٍ مبنيةٍ قدرها 2,900 متر مربع ومساحة موقعٍ قدرها 9,717 متر مربع، وذلك انطلاقاً من مفهوم وجوب أن تكون العمارة العامة نقطة الالتقاء بين العلاقة الفراغية للداخل وسياق المشهد العمراني.

من أجل تحقيق هذه الغاية، يقترح المبنى رواقاً مغطى ذا ارتفاعٍ مضاعفٍ، محدداً بأعمدةٍ مائلةٍ تقسم المساحات التعليمية بحسب الفعاليات التي تتبناها. إذ تنتظم المساحات العامة للمجتمع على الطابق الأول، بطريقةٍ تربط بصرياً الجزء الداخلي من الكتلة مع الحياة العمرانية.

يتمتع هذا البرنامج المعماري بميزةٍ خاصةٍ تجعله مختلفاً عن المرافق التعليمية النموذجية الأخرى بأنه مركزٌ تعليميٌّ تقنيٌّ للمجتمع. حيث يتضمن هذا المركز أشغالاً على الخشب وورشات طبخ، هذه التي تعد نشاطاتٍ بالغة الأهمية بالنسبة إلى هذا المجتمع.

كما أن حقيقة امتلاك مساحةٍ عامةٍ مقابل مدخل الواجهة الأمامية الرئيسية يقدم بلا شك مساحات لاستخداماتٍ جديدةٍ، بينما تنكشف الباحة قرب الساحة الرئيسية. تساعد الساحة في خلق مكانٍ داعمٍ لنشاطات قاعة الاجتماع والمكتبة، التي لا تعد جزءاً من المؤسسة التعليمية وحسب، وإنما هي أيضاً جزءٌ من المجتمع الأكبر، إذ يمكن الاستمتاع بها أثناء عطلات نهاية الأسبوع. كما يتم تعزيز خطة موقع المدخل المثلث والتأكيد عليها من خلال عناصر معمارية مثل السقف العالي والأعمدة المستقيمة المائلة وعناصر التصميم العمراني بما فيها الطرقات المستوية والمقاعد والإنارة.

من الملاحظ أيضاً أن طبيعة الاختلافات في الارتفاع في المنطقة الداخلية قد كانت عاملاً حاسماً في مشروع الباحات الداخلية. وهكذا، تم تصميم هذه الباحات -التي تتضمن باحات مدنية وباحات لعب وباحات وصول- بمستوياتٍ متصاعدةٍ، منَظِّمةً المبنى بطريقةٍ واضحةٍ وبسيطة.

من ناحيةٍ أخرى، وكاستجابةٍ للأهمية الراهنة لاستخدام الطاقة، يعتمد نظام التسخين في المبنى على مرجلٍ مزودٍ بالوقود من نشارة الخشب القابلة للاشتعال وتوليد الطاقة، بما أن الخشب يُعتبر من المصادر المتوفرة بكثرة في هذه المنطقة. كما يتألف من مواد عضوية من النفايات ذات الطاقة العالية والكلفة المنخفضة. وهذا ما يساهم بشكلٍ ملحوظٍ في استدامة تجهيزات هذه المدرسة الإعدادية العامة والإلزامية بالنسبة إلى جميع مواطني تشيلي.

علاوةً على هذا، من المهم جداً أن نشير إلى أن المبنى لم يعانِ من أية أضرار إنشائية بعد الهزة الأرضية التي ضربت المنطقة بقوة 8,8 على مقياس ريختر والذي حصل في شهر شباط عام 2010، وذلك على الرغم من أنها تقع على بعد كيلومتراتٍ قليلةٍ فقط من المركز السطحي للهزة الأرضية. هذا يؤكد على أن المدرسة مجهزة بأفضل المعدات وأنظمة البناء المقاومة للزلازل ليجعل منها مبنى مستداماً بمعنى الكلمة يضمن أمان التلاميذ وجميع أفراد طاقم عمل المدرسة.

إقرأ ايضًا