مزارع يعفور لأصحاب المزاج العالي

16

ذكر تقريرٌ أعدته وكالة New office space الإخبارية والذي يحدّد المدن العشر الأكثر غلاءً في أسعار المحال التجارية والمكاتب أن مدينة دمشق احتلت المرتبة الثامنة في أسعار العقارات التجارية عالمياَ وأشار التقرير إلى أن مزارع يعفور باتت من أغلى المناطق العقارية ليس على مستوى دمشق فقط وإنما على مستوى سورية.

إذ تشهد هذه المنطقة في العاصمة السورية تسارعاً معمارياً وعمرانياً ملحوظاً في الآونة الأخيرة وآخرها مشروع منزلٍ خاص على مساحة 15,000 م2 من تصميم Vladimir Djurovic و Paul De Mar Yousef وجوزيف كرم وبدعمٍ كامل من شركة Leeds ومقرها ماساتشوستس، ويمثل هذا المشروع تحدياً كبيراً في خلق مساحةٍ قادرة على استضافة 300 شخص في بيئةٍ فريدةٍ صحراوية وقاسية حيث تغلب على هذه المنطقة الحرارة العالية بشكلٍ مفرط في النهار على نقيض لياليها الباردة.

ويحد هذه المساحة جدارين من الحجر الجيري المهيب والتي تم تصميمها خصيصاً لتستوعب العديد من الأحداث الهامة إذ نراها مكتفية ذاتياً بينما تكشف عن مجموعةٍ من وسائل الراحة والترفيه، فضلاً عن كافة الخدمات والتسهيلات مثل البار الكامل والمطبخ والحمامات وغرف تبديل الملابس، والتي تم إقحامها جميعاً في الجدران، فضلاً عن وجود عارضة ناتئة طويلة بأبعادٍ تصل 6×4 م من شأنها توفير الظل والارتباط مع بركة السباحة والحدائق.

ولدرء أخطار هذه البيئة القاسية، فقد تم إقحام حواجز تظليلية إلى جانب مكيفات الهواء في الكتلة بشكلٍ غير مرئي عبر الأخاديد الطولانية المنفصلة، وليس هذا كل شيء فقد تم إدراج تجهيزات الموسيقى والإضاءة على نحوٍ مخفيٍ أيضاً إلى الأعلى لأصحاب المزاج العالي، الذين سيحظون بكل تأكيدٍ بلحظاتٍ لا تنسى في الهواء الطلق.

أما بركة السباحة فقد تم تصميمها لتكون القلب النابض للمشروع حيث تقوم بتأطير جميع مساحات المعيشة في المزرعة، حيث يمكن لهذا الحوض الأنيق من الحجر الجيري والوافر بالمياه أن يكون خلفيةً ساحرة من شأنها جلب أنظار الجميع، والفضل يعود لشكله البيضاوي وألواحه الحجرية الضخمة التي وضعت جنباً الى جنب ومن ثم نُقشت يدوياً، لتصبح أشبه بمنحوتة سلسةٍ وأنيقة تنحدر قليلاً فيما يشبه الشاطئ الطبيعي أو الصالة المائية وأخيراً تلتف لتشكل ما يشبه المقاعد المؤقتة وجاكوزي تلتف هي الأخرى حول حوض السباحة.

وأخيراً بتنا نسمع بأخبارٍ عن العمارة السورية التي غُيبت عن الساحة لفترةٍ طويلة ولكنها حالياً تشهد نهضة ملحوظة إن كان من ناحية ضخامة المشاريع أو ضخامة الميزانيات…

وكلنا أملٌ بأن نسمع عن معماريين من سورية في القريب العاجل، فيكفي ما جرى من عقدة الأجنبي التي لازمتنا، علّ أسعار العقارات تبرد قليلاً، حيث يقال بأن سعر المزرعة الواحدة في يعفور يتجاوز المليار ليرة سورية!

إقرأ ايضًا