احتفاءً بغويماريس عاصمةً أوروبية للثقافة

6

منصةٌ للفنون والإبداع… هذا هو المشروع الذي استلمته شركة بيتاغوراس المعمارية البرتغالية في مدينة غويماريس، حيث طوّقت الجدران النحاسية الصفراء اللماعة مختلف كتل المركز الدولي للفنون.

يتألف المشروع من بنيةٍ جديدةٍ ثنائية الطوابق تتألف من سلسلةٍ من الكتل الصندوقية المكدسة التي تمتد من رتلٍ من المباني القديمة، التي تم تجديدها على حافة سوقٍ قديمٍ في إحدى ساحات مركز المدينة.

أما عن الواجهة الذهبية المضلّعة فتستمد بريقها من صفوف الأنابيب النحاسية التي اصطفت على جسدها، ومن المرايا العاكسة التي كست الجانب السفلي من الغرف الظفرية البارزة في الطابق الأول.

وتحت مستوى الأرض ينغمر طابقان آخران أسفل الساحة، مقدّمين صالات عرض ومدرجٍ إلى جانب مرآبٍ للسيارات.

وما يلي من المعلومات هو بعض ما ورد عن لسان المصممين:

تشكّل مباني “سوق البلدة” مع المساحة التي يحددونها والتي يُشار إليها باسم “الساحة”، العناصر الأساسية للمشهد العمراني في مدينة غوماريس.

وبتحويل منطقة السوق هذه إلى مساحة متعددة الوظائف مكرّسة للنشاطات الفنية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية أصبح بالإمكان إعادة دمج هذه المنطقة وظيفياً ومادياً في النسيج العمراني وبالتالي استعادة منطقة أساسية جداً في مساحة المدينة.

زد على ذلك امتدت هذه العملية إلى الأراضي المجاورة، ما مكّن من إعادة إحياء المساحة الداخلية للمبنى، الذي فقد هويته الخاصة بشكلٍ كامل، نتيجةً لإشغاله بعمليات معالجة الرخام.

لقد قدّم برنامج هذا المشروع مفهوماً واضحاً كما حدد الأهداف المرجوة من هذه البنية التحتية، مرفقاً قائمةً من المهارات والمساحات التي تشكّل البرنامج الوظيفي للمباني القديمة والجديدة على حدٍّ سواء، بالإضافة إلى المباني المجاورة للأرض.

لتحقيق هذا الهدف تم تحديد ثلاث مناطق أساسية:

1- مركز فني يحتضن مجموعةً دائمةً، وفي هذه الحالة مجموعة خوسيه غوماريس، إلى جانب منطقة للمعارض المؤقتة، ومساحة متعددة الأغراض مخصصة للنشاطات الإضافية والعروض المسرحية، بالإضافة إلى سلسلةٍ من الخدمات التكميلية الداعمة.

2- مختبرات إبداعية (مكاتب لدعم الأعمال) مخصصة لاستقبال وتنظيم الفعاليات المتعلقة بالصناعات الإبداعية، ما يسمح بالتالي بتطوير مشاريع أعمال أخرى.

3- ورشات عمل لدعم الإبداع الصاعد، تتضمن مساحات للعمل إلى جانب وظائف إبداعية مخصصة للمبدعين الشباب في مناطق متنوعة، من المأمول أن تطور مشاريع عديدة على قاعدةٍ مؤقتة.

أخيراً كانت النية استعادة المباني القديمة الموجودة أصلاً في الموقع على الجانب الشرقي، في محاولةٍ لتنمية رعاية نشاطات تجارية إضافية يمكنها تعزيز خلق المساحة في نطاقٍ واسع مع الأخذ بعين الاعتبار النشاطات الثقافية متعددة الاختصاصات.

بناءً عليه جاءت الكتلة برمّتها وفقاً للبرنامج بحيث تكمّل التجهيزات الأساسية الموجودة أصلاً في المدينة، إلى جانب تلك التي ما تزال تحت التطوير ضمن فعاليات عاصمة الثقافة الأوروبية.

لقد هدفنا لدى تفسيرنا للبرنامج للسماح لكل من عناصر البرنامج في العمل بشكلٍ منفصل وبطريقةٍ متزامنة، ما ينتج عنه تحقيق الوصول إلى كلٍ من الخدمات المتنوعة ومناطق الدعم، بالإضافة إلى الساحة الخارجية والحديقة.

وقد اخترنا منهجيةً للتجديد تتضمن إعادة تأهيل المبنى الموجود أصلاً في جهة الشرق، مع المحافظة على المواد والتراكيب، ولكن مع إعادة بناء كاملة للمساحات الداخلية في المستوى الأرضي.

وهكذا نظراً لأسباب ذُكرت آنفاً، أعدنا تجديد المبنى الشمالي بواجهته المطلة على الشارع، والتي تشكّل الصبغة الأساسية للمبنى، ولكن هدمنا وأعدنا تصميم المساحات الداخلية والواجهة المطلة على الساحة تقريباً بشكلٍ كامل.

وعلى الرغم من أن الهدف كان المحافظة على الحجم والعلاقات الشكلية الموجودة أصلاً في المكان، اقترحنا حلاً جديداً للمبنى يهدف لتعزيز علاقةٍ قوية مع الساحة ويؤكد على علاقة هذه الكتلة بالمساحة الخارجية.

يجدر الذكر ختاماً أن افتتاح هذا المشروع قد ارتبط تماماً بوضع المدينة كعاصمةٍ أوروبية للثقافة لعام 2012، حيث سيتم الاحتفاء بهذا الحدث بعرض مجموعةٍ دائمة من أعمال الفنان المحلي جوسيه دي غوماريس.

إقرأ ايضًا