في عام 1935 قام H. F. Johnson Jr برحلةٍ بالطائرة لمسافة 15000 ميل من ويسكونسن-أميريكا إلى البرازيل في بحثه عن مصدرٍ دائم للمطاط الطبيعي. ثم وبعد 36 عاماً من قيامه بالرحلة على متن الطائرة البرمائية Sikorsky-38 أعاد ابنه الكرّة وطار في رحلةٍ مشابهة متتبعاَ خطى أبيه.
وقد تكون هذه الرحلة الشهيرة هي أول ما سيخطر في بالك عند رؤية Fortaleza Hall في ويسكونسن-الولايات المتحدة الأمريكية. حيث تضم مساحتها الجديدة نموذج الطائرة التي قامت بالرحلة الثانية، وتحكي القصة للزوار والمارين بشكلٍ دائم. وقد بُنيت في مجمع فرانك لويد رايت في ويسكونسن ومن تصميم Foster and Partners. ويشمل المشروع أيضاً مبنى يضم مركزاً اجتماعياً مع مجموعةٍ من المرافق كالمطاعم والمحلات التجارية ومركزٍ للياقة البدنية.
وتقع قاعة Fortaleza Hall الشفافة تماماً في متاخمةٍ لمجمع رايت المسمى Johnson Wax، وهو عبارةٌ عن مبنى مكاتب وبرج أبحاث. وتسمح شفافية القاعة بعرض الطائرة أمام الطلاب وعامة الناس في كل الأوقات. ونلمس تناقضاً في شفافية قاعة Fortaleza ومدى إعتام وصلابة بقية أبنية مجمع رايت، حيث يُسهّل الشكل النهائي البيضاوي الوصول والحركة ويمنح الناظر نظرةً شاملة بـ 360 درجة.
وقد أبدع المصممون بجعل الجدران الداخلية للقاعة تحاكي غابات Carnauba الممطرة إلى حيث تمت الرحلة في الماضي، وكان أساس العمل في تصميم الردهة من الفسيفساء الخشبي لينتشر تحت الطائرة المعلقة في أعلى سقف القاعة.
أما المركز الاجتماعي الذي يُشكل ثاني مبنى في المشروع، فقد تم تصميمه لزيادة المناظر الصلبة في المجمع. وتحاكي أحجار Kasota التي تكسو شكله المستطيل الحجر الجيري الذي يغطي مبنى الإدارة لمكتب رايت. ويلتف المركز على أحد جنبات قاعة Fortaleza بحيث تبدو واجهته مقعرةً في متاخمتها ” وكأنها تحتضن القاعة”.
هذا وترتبط الأبنية ببعضها بفناءٍ مزججٍ يمثل المدخل ويضم جداراً أخضراً وجدراً ينضح بالماء وبركة تستقبل الماء منه. ثم تتشابك عدة طرقاتٍ مرصوفةٍ وسط مرجٍ أخضر حول المباني لتكون بمثابة موزعات الحركة في المكان ونقاط الالتقاء فيه.