توسعة مطار الأمير جورج في كندا

13

تم تكليف فريق mgb لتوسعة مطار برنس جورج على ثلاثة مراحل، وقد ساهم المشروع في إعادة الهوية القوية لمدينة برنس جورج كبوابة إلى شمال كولومبيا البريطانية، وبمضمون هذا التكليف يتوجب على فريق mgb تنشيط المساحات والمباني القديمة من المطار بطريقة مستدامة للغاية.

وقد تناولت المرحلة الأولى التدابير الأمنية الجديدة على السفر الجوي بعد حادثة 11 أيلول 2001، وبالفعل أسفرت الشروط الجديدة التي وضعتها هيئة الطيران الكندية (CATSA) عن تأسيس برنامج وطني لتطوير المطارات الكندية وتزويدها بمعدات جديدة، وفي بعض الأحيان، بمساحة جديدة.

أما المرحلة الثانية، فقد تناولت مطلباً جديداً يتعلق بالسفر الدولي من وإلى المنطقة، وتتضمن هذه المرحلة تأمين وصول الرحلات الدولية والمحلية واستلام الأمتعة وإنشاء المكاتب لإدارة خدمات الحدود الكندية، ولتحقيق هذا المطلب كان على فريق mgb توسعة المحطة الحالية لتشمل صالة المغادرة الدولية الجديدة وصالة القادمين ومنطقة التفتيش الأمني، فضلاً عن غرفة لتوضيب الأمتعة ومكاتب أخرى لتقديم الدعم في صالة القادمين الحالية.

ومن الملفت بأن هذا المشروع يستهدف تصميماً معمارياً يعود لفترة السبعينيات، لذا كان على التصميم الجديد أن يتبع نهجاً ملائماً، فيما يتعلق بالعمارة الداخلية والخارجية على حدٍ سواء، فعلى سبيل المثال ركز فريق mgb على أدق تفاصيل الكسوة الخارجية، وتضم هذه الكسوة فيما تضم حائطاً مستعاراً مصنوع من الزجاج تدعمه سبائك مصممة خصيصاً لهذا الجدار، ويسمح هذا النظام الزجاجي الفريد بإدخال اللوح الداخلي فقط من الزجاج المصفح في الوحدة العازلة لمنع التوصيل الحراري.

ويعتبر هذا الحل الأول من نوعه في أمريكا الشمالية، كما واستخدمت السبائك الفولاذية المرنة لدعم السقف والمقاعد المستخدمة في صالة المغادرة، الأمر الذي يعتبر إشارة إلى تكامل التصميم المعماري من الكتلة إلى الأثاث.

ونأتي على مواد البناء، فلم تكن مجرد إضافة جمالية على التصميم بقدر ما كانت إضافة وظيفية، فقد راعى فريق mgb أثناء اختيار المواد أن تكون مستدامة ومتينة وأنيقة، والأهم من هذا وذاك، أن تكون ذات سعر معقول، ولم يكن هنالك أفضل من الخشب كمادة اقتصادية وجمالية في آنٍ معاً، فعلى السقوف بتنا نلاحظ وجود ألواح من خشب التنوب، وعلى الأرضيات، وحتى الأثاث، إذ تشمل العناصر الخشبية الداخلية صندوق خشبي مصنوع من البتولا ومقاعد مصنوعة من خشب القيقب، في محاولة لخلق شعور بالألفة داخل صالة المغادرين.

بالحديث عن الألفة، يستقبل المسافرين القادمين ردهة مركزية مضاءة، إذ تخدم هذه الردهة عدا عن ممرٍ يربط بين الركاب المغادرين والقادمين، كمساحةٍ لتوزيع الضوء، فقد تم تطويق كتلة الردهة بحاجزٍ كثيف من عدة طبقات لحجب أشعة الشمس مصنوع من التنوب والفولاذ، مما جعل من هذه المساحة مسرحاً ديناميكياً تلعب فيه الأضواء والظلال.

أما المنطقة الخلفية من المطار المعدة لتوضيب الأمتعة، فقد تم تطويقها بألواحٍ شفافة من البولي كربونات مؤطرة بالألمنيوم، حيث تقوم تلك الألواح بحجب منطقة العمل في الوقت الذي تشكل فيه مربعاً مضيئاً من الخارج يمكن للمسافرين رؤيته عند النزول من طائراتهم، كما ويمكن للمسافرين أيضاً رؤية ألواح إسمنتية وأخرى خشبية مصنوعة من خشب الأرز تطوق الكسوة الخارجية ما تلبث أن تنساب إلى المساحات الداخلية.

وبذلك استطاع فريق mgb أن يثبت من خلال هذا المشروع بأن الميزانية المتواضعة ليست بقادرة على الإطاحة بالفكر المعماري…

إقرأ ايضًا