مثالٌ حي عن واقع الأبنية المكتبية في إسبانيا..

4

يقع المشروع الذي بين أيديكم وهو عبارةٌ عن مبنى مكتبي، في المنطقة الصناعية في مدريد، حيث جاء نتيجةً لعملية استبدال المباني الصناعية القديمة والاستعاضة عنها بمبانٍ جديدة متعددة الاستخدامات والتي تضم العديد من النشاطات الجديدة مثل الشركات الصغيرة لتطوير البرمجيات والتصميم وإنتاج الأفلام، والتي جرت على مدى السنوات القليلة الماضية.

وقد جاء هذا المبنى بتوقيع Samuel Torres de Carvalho و Pedro Palmero Cabezas القادمين من البرتغال، ليعكس هذه البيئة الصناعية من خلال المواد المستخدمة في المشروع وهي الزجاج وألواح الفولاذ المثقبة، كما جاء التصميم تلبيةً لرغبة الزبون وهي شركة NEMILSA 2003, S.L, التي أرادت بأن يكون شكل المبنى مضغوطاً نسبياً حيث بمقدوره أن يمتد ويحتل عمق الموقع.

فعلى مساحة بناءٍ تبلغ 6,638 م2، تم ابتكار هذا المبنى الفريد والذي تحظى كافة المساحات الداخلية فيه بالضوء الطبيعي، حيث قام المصممان المبدعان بابتكار فناءٍ في وسط المبنى، والذي من شأنه تزويد المبنى بالضوء الطبيعي تبعاً لشكله غير المنتظم، حيث يقوم بمضاعفة انعكاسات المساحة على نحوٍ مرح يتناقض وطبيعة الخارج القاسية.

أما جدران هذا الفناء فقد تم صنعها بواسطة أجزاء متتابعة من الزجاج، الأمر الذي يجعل جميع المساحات الداخلية واضحة لبعضها البعض، ويمكننا أيضاً رؤية الفناء على شكل ردهةٍ كبيرة يمكن الوصول إليها من جميع الطوابق من خلال المصاعد الزجاجية.

كما وقد تنظيم كل طابقٍ من طوابق المبنى على أنه مساحة عملٍ مفتوحة، تختلف في شكلها وأبعادها وقربها من الواجهة، أما مناطق الخدمة فقد تم زرعها على طول الجدار الشمالي الذي يقابل المبنى المجاور.

وأخيراً تقوم الواجهات الخارجية المصنوعة من الصفائح الفولاذية المثقبة، بتزويد المبنى بالإضاءة الجيدة والطبيعية، بالإضافة إلى قيامها بالحماية من الشمس وتأمين شعور بالأمان والتطويق، أما وفي الليل يتوهج داخل المبنى من خلال الواجهة الزجاجية التي تبدو بدون نوافذ من بعيد.

فإذا كانت هذه هي حال الأبنية المكتبية في مدريد..فما حال مساكنها؟

إقرأ ايضًا