الكافيتيريا نقطة التركيز الأولى في تصميم الجامعات

4

إن خبرة شركة Iñaqui Carnicero الإسبانية للعمارة كمستخدم سابق لكلية العمارة في مدريد سمحت لها بالتفكير بعمق في أمر الكتلة التقليدية المستخدمة عادةً من أجل هذه المباني بالتحديد.

فعادةً يولي المعماريون الانتباه الأكبر في التصميم إلى العنصر الأكثر تكراراً في الجامعة -الصفوف- ناسين أن أماكن العلاقات بين الطلاب مثل الكافيتيريات والمقاهي تصبح أحد أهم الأماكن التي يزورها الطلاب بكثرة. وانطلاقاً من هذا المبدأ، جاء تصميم كلية (Polytechnic School) في مدينة مدريد الإسبانية مثالاً توضيحياً حياً لهذه الأفكار.

ولهذا السبب، وبما أن الحياة الجامعية لا تحدث في الصفوف فقط وإنما في الردهة وغرفة الاجتماعات أيضاً، تم إعطاء كلا هاتين المساحتين اهتماماً متساوياً. وقد أصبحت هذه الأجزاء بالتحديد من المبنى -حيث يتبادل الطلاب الأفكار والنقاشات والتفكير الجماعي- نواةً حيويةً تساعد في عملية التعلم في ظل بيئةٍ أكثر ديناميكية. ولهذا يجب أن تكون لها خاصية مميزة لها عن الصفوف.

وبشكل أساسي، ميزت الشركة المصممة بين مرحليتين مختلفتين بوضوح يتم من خلالهما تنصيب كتلة المبنى الجديد. فبدأت بالمرحلة الأولى، وهي مرحلة “المعرفة” المتمثلة في الصفوف وقاعة المحاضرات. ومن ثم تأتي مرحلة العلاقة بين الطلاب، مثل الردهة وغرفة الاجتماعات. حيث تجد المرحلة الأولى، التي هي بالضرورة متكررة ومرئية، هدفها في الأعلى بعيداً عن الطابق الأرضي والضجة القادمة من حرم الجامعة، على الرغم من اكتسابها علاقة حميمة مع نظام الساحات المتوجهة شمالاً.

وعلى النقيض، تتم المرحلة الثانية على الطابق الأرضي كامتدادٍ للحرم نفسه، مُنارةً من قبل سمات بعض ياردات المرحلة الأولى المتحولة في “مَشتلٍ” صغيرٍ يضمن خصوصية المساحة من دون التدخل بالمنظر.

وهكذا ستتحول الردهة وغرفة الاجتماعات لتصبح مساحةً جديدةً تماماً داخل مبنى الجامعة حيث ستُقام النشاطات الاجتماعية. وأخيراً، تُعتَبر هذه العملية بالذات تحدياً حقيقياً للمشروع –عملية جعل الساحة عنصراً متكرراً قادراً على إعادة تعزيز جميع النشاطات المتعلقة بظاهرة الحياة الجامعية، ليس فقط داخل المبنى وإنما في الحرم الخارجي أيضاً.

إقرأ ايضًا