فندق H2Otel يحتفي بالمياه ابتداءً من تصميمه وانتهاءً باسمه

1

عندما نتحدث عن كيفية جعل برجٍ فندقي أكثر استدامة، يخطر ببالنا بأن هكذا نوع من الفنادق فارغٌ في أغلب الأحيان، وبأنه بعيدٌ تماماً عن روح العصر التي ينشدها الناس في كافة أنحاء العالم بحثاً عن الراحة والمتعة، ولكن جاء الآن فندق H2Otel من تصميم شركتي Powerhouse و RAU في أمستردام ليغير هذا المفهوم تماماً.

فعلى الرغم من المشاهد الساحرة التي تحظى بها الفنادق العصرية، تطغى عليها الكثير من السلبيات في المقابل، حيث تقوم الألواح الزجاجية الكبيرة بتخزين الحرارة أثناء النهار وطرحها في الليل على داخل غرف الفندق، الأمر الذي يجعل من أنظمة التبريد المستهلك الأكبر للطاقة في الفنادق عادةً.

سؤالٌ آخر يسترعي الانتباه بالنظر إلى واجهات هذه الفنادق، لماذا يتم تصميم واجهات معظم ناطحات السحاب بنفس الشكل على جميع الاتجاهات، على الرغم من تعرضها لأشعة الشمس من زوايا مختلفة؟

فضلاً عن ذلك، وفي خضم ثورة بناء الفندق الحديثة وفقاً لقالبٍ عالمي واحد في الأراضي الطبيعية، كيف يمكننا خلق شعورٍ محلي بالمكان بالاستعانة بكفاءة رموز الفندق؟

ونبدأ مع المياه، والتي تعتبر إحدى أهم ملامح الفندق، فبوقوعه على طول نهر Amstel، يشرف H2Otel على المنطقة الوسطى التاريخية وقنواتها العديدة، فضلاً عن الأرصفة البحرية على جانبي نهر IJ، وأخيراً وفي حال كان الجو صحواً يمكننا أن نرى البحر الشمالي من هنا، من جهة أخرى تعتبر المياه مصدر المبنى الرئيسي للطاقة، كما وقد اعتمد معماريو Powerhouse و RAU اسم الفندق لما له من الدلالات على تركيب المياه الكيميائي، إذ يسهم الهيدروجين بتوليد المياه المستخدمة للتسخين والتبريد والطبخ وحتى لتوليد الكهرباء.

أما بالحديث عن كفاءة مبنى الفندق، فإن الجميع يعلم تماماً بأن نسب المقيمين في الفندق لطالما كانت عائقاً في الوصول إلى التحكم الفعال في ظروف الطقس، وخاصةً في الفنادق الكبيرة، وفي هذا الصدد وبهدف تطوير كفاءته، قام فريق العمل بابتكار نظام تحكم يعتمد على أجهزة حساسة من شأنها المراقبة والتحكم بالمناخ الداخلي في الأيام العادية وفي كل غرفة على حدى، كما وتقوم هذه الأجهزة بتنظيم عدد المقيمين في الغرفة وبضبط أجهزة التكييف وفقاً لهذا العدد، وفي حال كانت الغرفة فارغة من الناس يتم إطفاء أجهزة التكييف بالكامل، الأمر الذي يسهم في حفظ قرابة 40% من طاقة المبنى المستهلكة.

فلقد أدرك مصممو H2Otel تماماً أهمية التكنولوجيا كداعم أساسي في تأمين طاقة فعالة وأنماط حيادية من الكربون، حيث تعتبر حلول التصميم المبتكرة أمراً مفصلياً من شأنه تأمين أقل حاجات المبنى من الطاقة في المقام الأول.

ونصل إلى تصميم الواجهة الفريد، حيث يتمحور تصميم الفندق على معيار أساسي، ألا وهو تصميم الواجهة الأمامية، إذ تسهم الأعمدة الخشبية على الوجه الجنوبي من الواجهة بحماية المبنى من الحرارة الزائدة في منتصف النهار وخلال الفترات الحارة من السنة، أما وبتناقص الفواصل بين هذه الأعمدة تدريجياً حتى الجهة الشمالية، فإننا نرى المبنى مفتوحاً باتجاه المشاهد الرائعة لقلب أمستردام التاريخي عند الشروق وعند الغروب، في حين تقوم الواجهة المغلقة نحو الجنوب بحجب ضجة قطارات السكك الحديدية المجاورة فضلاً عن أشعة الشمس والحرارة.

وأخيراً فإن هذا المشهد المميز من الأعمدة المرصوفة بشكل عمودي في الواجهة الجنوبية استطاع أن يجعل من المبنى صرحاً هاماً في المنطقة اللاهثة وراء تحقيق نسبة معينة من الكثافة العمرانية، بينما تقوم الجهة الشمالية المفتوحة من الواجهة بتطويق المكان وربط الفندق مع مركز المدينة.

من جهة أخرى، لقد حاول فريق العمل ما أمكنهم الاستفادة من عامل الضوء في إثراء الفندق، ولذا تم ابتكار الواجهة الأمامية باستخدام الألواح الخشبية المعالجة حرارياً، في حين تم طلي حواف هذه الألواح بالألمنيوم بغرض عكس الضوء إلى داخل الغرف، وخلق ما يشبه “وهجاً ذهبياً” يذكرنا بالكثير مما نراه في العديد من رسومات فناني هولندا.

وعند إلقاء نظرة أخيرة على المبنى، نلاحظ وجود ردهة كبيرة تشطر المبنى إلى قسمين، ففي الطوابق السفلية تقوم هذه الردهة مقام قاعة دخول واسعة ورائعة، بينما تقوم الردهة نفسها بتأمين ممرات واضحة ومضاءة إلى الغرف في الطوابق العلوية، وانطلاقاً من تركيز خطة التصميم على تحسين الإطلالة نحو المركز التاريخي، وبالاستفادة من تضاؤل حجم البرج باتجاه الطوابق العلوية، تأتي التراسات على السطح لتكشف عن أبرز معالم المدينة الخارجية.

إقرأ ايضًا