ظاهرة الكارست تلهم تصميم إحدى معامل تدوير المعادن

4

وضع كلٌ من Aljoša Dekleva و Tina Gregoric مؤسسي شركة DEKLEVA GREGORIC المعمارية السلوفينية، بالاشتراك مع Lea Kovic، الاستدامة نصب أعينهم أثناء تصميم معمل لتدوير المعادن في منطقة بيفكا الصناعية في سلوفينيا، حيث يتم جمع المعادن في هذا النوع من المعامل، ومن ثم يتم فصلها قبل تحضيرها لإعادة الاستخدام، ولكن معمل Odpad يتميز عن البقية بمنصة إنتاج هائلة واثنين من المباني الصغيرة على حافة هذه المنصة.

وفي تفاصيل التصميم، قام المعماريون الثلاثة بتقسيم القاعدة الرئيسة إلى قسمين، الأول مرن لمختلف الاستخدامات والثاني محدد للغاية وغير مرن على الإطلاق، ولكن يشترك هذين القسمين بنفس الوظيفة، ألا وهي إعادة التدوير، وفي ضوء هذا تم تصميم منصة إنتاج هائلة مصحوبة بمبنى خدمي مصنوع بالكامل من الإسمنت، حيث يعتبر هذين العنصرين جوهر عملية الإنتاج الحاصلة، وعلى الرغم من قدرته على تغيير خط المنطقة الصناعية، إلا أن هذا الجزء الكبير من المشروع تطلب من فريق العمل جهداً مضاعفاً أثناء اختيار البقعة الأنسب للمنصة، وذلك لضمان أدنى نسبة من أعمال الحفريات، ناهيك عن خفض حجم الجدار الإسمنتي ما أمكن.

من ناحية أخرى، فإن المبنى المكتبي الصغير المصنوع بالكامل من المعدن، سوف يخدم كمنصة مراقبة للإشراف على وزن النفايات الواردة والمعادن الخارجة، وبما أن هذا التحديد يعني عدم القدرة على التكيف، كان على فريق العمل جعل إعادة التدوير في الموقع سهلة وواضحة عندما لا تكون هناك حاجة بعد الآن لهذا المبنى.

وعلى نقيض عملية الانتاج القاسية للغاية، تم إقحام خاصية فريدة في صلب التصميم أو ما أسماها فريق العمل بالصفة الشعرية، فعلى الرغم من أن المبنيين هما من نفس الحجم، ولكنهما من الناحية المادية مختلفان جداً، الأول مصنوع بالكامل من الإسمنت، في حين أن الآخر من الفولاذ من الهيكل إلى الكسوة، كنايةً عن عملية فصل المعدن التي تجري في كلا المبنيين.

ويحضرنا هنا إحدى المقالات من مجلة أوريس العدد 51 في عام 2008، والتي تناولت المشروع بقلم المعماري السلوفيني Tomaz Brate تحت عنوان “السياق في القرن الحادي والعشرين” ومن أبرز ما جاء فيها:

“إن العلاقة بين المساحات الطبيعية وعمارة المبنى تعبر عن قدرٍ كبير من التفكير والتفسير، وكأنها إحدى المواقع الكارستية، حيث الأرض تحدها الجدران، باعتبارها الحد الفاصل للحركة والوظيفة، العامة والخاصة، إنها مفصل العمارة المهيمنة، التي تتخذ بدورها وبسبب وظيفتها، طابعاً بدائياً، ففي مكانٍ ما يبدو المشهد مركزاً، وفي مكانٍ آخر يبدو مشتتاً، وبينما تظهر المواد في المكان الأول خام وقاسية، يكشف الآخر عن مواد متطورة وبيئية.”

…فمرة تنبثق خارج الجدار، ومرة ترتد عنه (أو العكس بالعكس)، وقبل كل شيء يبدو المعمل وكأنه مكتبٌ لحجز التذاكر الخاصة بإحدى المعارض الفنية من القرن الحادي والعشرين، حيث يتم تحميل الأعمال الفنية وتجهيزها في المنطقة وراء الجدار، وإذا جاز التعبير يمكننا أن نلخص المشروع بساحةٍ يحدها جدار كما هي سمة الكارست!

إقرأ ايضًا