مركز فينيكس الدولي للإعلام في بكين

46

على مساحة أكثر من 1,8 هكتار، يمتد مركز فينيكس الدولي للإعلام في الزاوية الجنوبية الغربية من حديقة تشاويانغ، في حين تبلغ المساحة الطابقية الإجمالية للمبنى 65 ألف م2، وبصرف النظر عن المكتب الاعلامي واستوديوهات البث ومكاتب الإنتاج، يوفر البناء مساحات كبيرة مفتوحة للعامة للاشتراك في التجارب التفاعلية، التي تعبر بدورها عن مفهوم مركز فينيكس.

فقد نجح فريق BIAD UFo من خلال التصميم في خلق بيئة إيكولوجية قادرة على تطويق مساحات وظيفية فردية، حيث ظهرت العديد من المساحات العامة المشتركة ما بين البرجين، أما في الشرق والغرب من هذه المساحات المشتركة، فنلاحظ وجود مساحات مستمرة، فضلاً عن العديد من المنصات الطبيعية والمنحدرات السماوية والسلالم المتقاطعة.

علاوةً على ذلك، فإن شكل المبنى النحتي ما هو إلا نتيجة لتطبيق قاعدة “شريط موبيوس”، حيث استطاع فريق المصممين بفضلها التعزيز من انسجام المبنى مع الشوارع العشوائية، ناهيك عن وقوعه في زاوية من زوايا الموقع وحديقة تشاويانغ، والأهم من هذا، استطاع هذا السطح المتتابع والأملس أن يعبر عن مفهوم مركز فينيكس.

بغض النظر عن السطح المتتابع، أدى التفاوت بين ارتفاع المساحات الداخلية الجنوبية والشمالية إلى تأمين الضوء الطبيعي والتهوية، فضلاً عن رفد المكاتب بإطلالة مباشرة على المناظر الطبيعية، بإستثناء غرفة البث، حيث تمت حماية هذه الغرفة من الوهج والضوضاء، كما وأدى فرق الارتفاع هذا إلى حجب أشعة الشمس عن المبنى السكني في الجهة الشمالية.

بالإضافة إلى ذلك، قام فريق BIAD UFo بتطبيق مفاهيم توفير الطاقة وخفض انبعاثات الكربون في تصميم المبنى، فبدلاً من وضع أنابيب التصريف على السطح الأملس، سوف يتم جمع مياه الأمطار أثناء سقوطها بشكل طبيعي على طول الدعائم الإنشائية في خزان يقع في الجزء السفلي من المبنى، وبعد أن تتم تصفيتها، سيتم إعادة استخدام مياه الأمطار في ري المساحات الطبيعية.

وبغض النظر عن القيمة الجمالية للشكل المعماري، سوف يسهم السطح الأملس، خلال فصل الشتاء العاصف في بكين، بالتخفيف من حدة الرياح الشديدة التي تصيب عادةً المباني الشاهقة، وسوف يوفر في الوقت نفسه مسافة مناخية عازلة للمساحات الوظيفية باعتباره “غطاءً أخضر”.

حيث سيكون بمقدور الكسوة المزدوجة الخارجية للمبنى تحسين نوعية المساحات الوظيفية، بالإضافة إلى الحد من استهلاك الطاقة، فقد تم تطبيق التكنولوجيا الرقمية لتكييف الحيز المادي من الكسوة الخارجية مع الحيز الداخلي بدقة متناهية من أجل ضمان المطابقة التامة بين الطبقات، أما المساحة المشتركة مخروطية الشكل، التي ترتفع حوالي 30 متراً، فسوف تولد تأثيراً يشبه تأثير المدخنة، إذ ستقوم بتأمين التهوية الطبيعية لتوفير الطاقة خلال المواسم الإنتقالية.

إقرأ ايضًا