مكتبة عامة في مكسيكو سيتي تكشف عن حديقةٍ نباتية استثنائية

12

تعتبر مكسيكو سيتي وجهةً عمرانية ذات كثافةً سكانية عالية تفتقر إلى المساحات الخضراء الكافية ووسائل النقل العامة بشكلٍ كبير، مما دعا المعماري المكسيكي Alberto Kalach إلى مراعاة هذا الواقع المرير أثناء تصميم مكتبة Vasconcelos، التي يمكن رؤيتها تارةً كمكتبة عامة وتارةً كحديقة نباتية، حيث يعتمد المرفق المصنوع من الإسمنت والفولاذ على نوافذه الزجاجية في إدخال الضوء والتهوية الطبيعية إلى الداخل، بينما تعلوه المزروعات والنباتات على السقف وتحيط به النباتات المحلية من كل جانب.

فهذه الحديقة النباتية تماماً مثل الكتب وأجهزة الكمبيوتر داخل المكتبة تعتبر مصدراً للمعرفة وتعمل على تثقيف زوار المكتبة، وكانت مكتبة فاسكونسيلوس قد بنيت على أرض جرداء في وسط المدينة والحدائق المحيطة بها كجزءٍ من محاولة التجديد البيئة العمرانية.

كما وتم زرع أكثر من ستين ألف شجرة من 168 نوعاً من الأشجار والشجيرات والنباتات العشبية على أكثر من 26 ألف متر مربع من مساحة الحديقة، ويغطي هذا الغطاء النباتي أيضاً أسطح المبنى، كما يعمل على عزل وحماية المباني أدناه.

يُذكرأن Alberto Kalach وفريقه قد قام بتصميم وبناء هذه المكتبة الكبيرة في فترة حكم الرئيس Vicente Fox للمكسيك في عام 2006، لكن التصميم اضطر إلى الخضوع لبعض الإصلاحات الرئيسة قبل إعادة افتتاحه في 2008، حيث لطالما كانت هذه المكتبة حلماً مستقبلياً برفوفها البارزة المليئة بالكتب، وأرضياتها وجدرانها الشفافة، ناهيك عن دعائمها المتقاطعة ونوافذها الممتدة من الأرض وحتى السقف.

كما وتمثل هذه المكتبة أيضاً محاولة لإعادة تنظيم المعرفة بكتبها البالغ عددها 575 ألفاً والموزعة على أربعين ألف مترٍ من الرفوف والتي لا تستثني أحداً… فمن الناس العاديين إلى الأطفال إلى المكفوفين، تحتوي المكتبة على مجموعات مكتوبة بلغة بريل وغرفة خاصة بالأطفال وأخرى بالموسيقى ناهيك عن مدرج وقاعات للمؤتمرات.

وأخيراً فقد ساهمت هذه الحديقة النباتية -بغض النظر عن نشرها للمعرفة- بتأمين الاتصال ما بين مرتادي المكتبة والطبيعة في الخارج، حيث الحدائق الغناء والبحيرات الاصطناعية والتراكيب الفنية… وذلك بمنتهى البساطة وبمجرد النظر عبر نوافذها الواسعة.

إقرأ ايضًا