فندق الشرنقة في جنوب إفريقيا

11

قد تظن للوهلة الأولى بأن هذه الصور تعود لإحدى المنشآت الصناعية، ولكنك بذلك سوف تكون قد اقتربت فقط من الجواب الصحيح، فقد تم تصميم هذا الفندق في جنوب إفريقيا ليضم تحت سقفه نزلاء المنطقة الصناعية، ليحمل هذا الفندق بتوقيع معماريي Dodeca اسم فندق الشرنقة.

ولكن تقديم المأوى لم يكن أبداً هاجس فريق العمل الأوحد، فقد كانت النية توفير مساحات خضراء جديدة للعامة، حيث يمكن لأهالي المنطقة القدوم إلى هنا والاستمتاع بأجواء الفندق الرائعة، كما ويُسمح أيضاً لنزلاء “فندق الصومعة” المجاور بالزيارة أيضاً.

في المقابل لم تلغ هذه المساحات الخضراء الساحرة من سحر الإطلالة الرائعة للغرف الموزعة على محيط الفندق، بل وزادت عليه، فقد تم تصميم هذه الغرف على نحوٍ تطل فيه على المدرج حديث الطراز القابع قبالة الفندق، كما وتتميز بعضها بتصميمٍ يشابه تصاميم المعارض بالاستعانة مع الحدائق العمودية، التي تكشف من جهتها عن واحدٍ من أغرب أنظمة التبريد وأكثر.

حيث قام فريق Dodeca بإكساء غرف الشرنقة بنسيجٍ مشدود سامحاً للمبنى بأن يتنفس بكل حرية، والأغرب من هذا هو تمكّن كل نزيلٍ من نزلاء الفندق التحكم بكسوة غرفته حسبما يحلو له وبشكلٍ الالكتروني، فإما يغلقها أو يفتحها، مما يلغي الحاجة للستائر التقليدية، كما وتقوم هذه الكسوة الحية بخفض الاكتساب الحراري خلال مواسم إفريقيا الحارة وباستغلال الهواء البارد في الشتاء، في الوقت التي تخدم فيه كبيتٍ بلاستيكي لكل حديقة عمودية من حدائق الغرف.

أما هذه الحدائق فقد تم إقحامها في تراساتٍ خشبية مصطبة، حيث صُممت لتزويد المبنى بحاجته من الأوكسجين والتبريد السلبي فضلاً عن الرطوبة، من جهةٍ أخرى فقد تم حشر المساحات الخضراء ما بين الغرف المتجاورة لإعطاء النزلاء شعوراً بأنهم يجلسون في ركنٍ محشور في زاوية يحيطه جدارين مزججين، ويسترعينا هنا الحمام إسطواني الشكل المطل على الحديقة، والذي يمثل محاولةً ناجحة من فريق Dodeca لتأمين تجربة استحمام خارجية… ولكن خاصة.

وتبرز النقطة الأهم في التصميم بالنظر إلى الطوابق المتتابعة المثقبة، على أمل إغراق غرف الشرنقة بالأوكسجين الطبيعي، وبالحديث عن الغرف، نلاحظ أنه قد تم تصميمها بأشكال مكعبة وبأجواءٍ مختلفة كل مرة، وكأن من قام بهندستها هم تقنيون وليسوا بمصممين معماريين، فقد تم ربط هذه المكعبات مع بعضها البعض لخلق غرفة النوم أو الحمام المجهز بالكامل أو حتى المساحة المكتبية.

فيكفي بأن تُدخل بطاقة الدخول الخاصة بغرفتك لتضاء الأضواء، أما وعندما تخرج منها فسوف تنغلق هذه الغرفة على نفسها… وكأنها إحدى الحواسيب المحمولة الضخمة، في محاولة لخفض استهلاك الطاقة دون أن تصدر أدنى صوت… فقد تم عزلها كلياً!

إقرأ ايضًا