جناح الغابة

11

إنه عبارة عن مساحة التقاء مظللة… مساحة لتأدية العروض… مساحة خاصة لزوار غابة دا نونغ دا فو والمنتزه البيئي في إقليم هوالين في تايوان.

فقد جاء جناح الغابة هذا أو Forest Pavilion، كما أطلق عليه فريق nArchitects، كبادرةٍ ضمن المهرجان الفني الذي نظمه مكتب إدارة الغابات في تايوان بهدف رفع مستوى الوعي نحو غابةٍ مستمرةٍ في النماء يهددها خطر التطور، وتنبيه العامة ولفت أنظارهم لخطة الرئيس “ما” لمستقبلٍ ذي انبعاثات كربونية منخفضة.

وعن الجناح نفسه، فيتألف من أحد عشر قنطرة مصنوعة من الخيزران الأخضر حديث القطع، وهي مادة استخدمها فريق nArchitects مسبقاً في عام 2004 لبناء مظلة معادة التدوير لمتحف الفنون المعاصرة MoMA P.S.1، ولكن عاد بها الآن بنسخة مطورة، حيث يبلغ محيطها 60 قدماً ويبلغ ارتفاعها 22 قدماً، شكّلت في النهاية هذا الجناح الذي تحوّل إلى نقطة محورية في المنتزه تم اختيارها لاستضافة حفلي افتتاح واختتام المهرجان الفني.

تنبثق مساحة التجمع الدائرية الجديدة هذه من الأرض بسلسلةٍ من القناطر الخيزرانية الموزعة في حلقتين حول فراغٍ مركزي، إذ تم استيحاء خطة الجناح التصميمية من حلقات جذوع الأشجار؛ فبنفس الطريقة التي تظهر فيها تلك الأشكال المتنوعة اللانهائية من قواعد الأغصان البسيطة للغاية، يستخدم تشكيل القناطر هندسةً مفردةً، هي هندسة القوس بشكل القطع المكافئ، يمكنها أن تنتج نظرياً تشكيلات لامتناهية من القناطر.

الجدير بالذكر هنا أن تميز الجناح لم يقف عند فكرته الهندسية، بل تعداها لاستخداماته أيضاً، حيث يمكن استخدام الجناح كمسرحٍ خارجيٍّ صغير، ويمكن استخدام منصاته الحلقية كمقاعد للمتفرجين المتابعين للعرض الجاري في المساحة المركزية الفارغة.

أما إن أردنا اختصار مهمة فريق nArchitects، فيمكننا القول أنهم أردوا تصميم تركيبٍ معماريٍّ يجسد معلماً في الموقع، ويؤمن إحساساً بالانغلاق والتطويق والتظليل للراغبين بالجلوس في المنتزه والتمتع بالأحداث والفعاليات التي يحتضنها.

فعلاقة جناح الغابة هذا مع الموقع الأصلي هي علاقة شفافة وخفيفة، إذ يتربع الجناح بخفة في بيئة المنتزه بأقل تأثير ممكن عليه، ولكنه في الوقت نفسه، وبفضل إضاءته المميزة، يتحول في الليل إلى منارة تؤكد على الخلو النسبي في الوادي.

هنا علينا إيلاء قصة تصنيع الخيزران حقها، فقد تمت بأيد أفراد قبيلة آميس المحلية؛ كيف لا وهم أسياد الإنشاء بالخيزران!

فباستخدام الخيزران الأخضر الطازج استطاع هؤلاء تقديم نسخة مطورة عن البناء بالخيزران، تم التوصل إليها بفضل تبادل المعارف والأفكار والخبرات، لدرجةٍ جعلت أفراد القبيلة يشعرون بالارتباط العاطفي بالجناح، الذي دفعهم لإكمال التعاون فيه حتى النهاية، وإطلاق اسم خاص عليه يعني بالعربية “المنزل الجبلي”، ومنذ ذلك الحين طلب المعماريون من أفراد القبيلة استعارة تقنياتهم الإنشائية الخاصة بالخيزران ضمن أساليب الاستديو المعتمدة.

إقرأ ايضًا