واجهة موشورية تجدد مسرح Taastrup في الدنمارك

11

لمّا كانت المسارح العامة تمثل أماكن هامة للتواصل بين أفراد المجتمع الواحد، كان لا بد من تصميمها بطريقةٍ تضمن أكبر قدرٍ من التفاعل مع البيئة المحيطة. انطلاقاً من هذه الحقيقة، خضع مسرح Taastrup في كوبنهاغن لتوّه إلى عملية تجديدٍ ومشروع توسيعٍ تحت إشراف شركة COBE الدنماركية المعمارية التي منحته واجهةً من الموشورات الشفَّافة شبيهةً بستارة المسرح التي تنفتح عند بدء عرض المسرحية وتُسدَل لدى انتهائها.

هذا وقد تم تكليف الشركة أولاً بتطوير استهلاك المبنى من الطاقة، ولكنها انتهزت الفرصة لتطوير وظيفيّته وصقل داخله بمجموعةٍ من الديكورات وقطع الأثاث الحديثة.

حيث قامت شركة COBE بتوسيع هذا المسرح لصالح بلدية مدينتي Realdania و Taastrup من خلال لفِّه بستارٍ ينحدر بعيداً عن المبنى الموجود، ممّا منحه جاذبيةً خاصة. فبإضافة هذه الطبقة الجديدة على الكتلة الإسمنتية الصلبة، توسّع المبنى وانفتح قدر الإمكان على ساحة Kjeld Abels Plads في الشمال.

وقد كان التركيز الأهم للمشروع على تطوير تواصل المبنى مع المنطقة المحيطة -الحي السكني الاجتماعي في Taastrup. حيث تمتلك المساحة الجديدة خطةً مثلثيَّةً تضم ردهة مدخلٍ ومقهى وتطل على فناءٍ أخضر إلى الطرف الجنوبي من المسرح. جميع هذه المناطق ممتدة على مساحةٍ إجماليةٍ قدرها 1,400 متر مربع ومساحة بناء جديد قدرها 250 متر مربع.

ولأنه مبنيٌّ أساساً في السبعينيات من القرن العشرين كمسرحٍ اجتماعيٍّ محليٍّ، ظهرت فرصة إعادة الشكل الإسمنتي الممل والمتحفظ إلى الحياة مجدداً وخلق ارتباطاتٍ جديدةٍ بين المبنى والمجتمع المحلي.

بالتفافها حول الكتلة الموجودة، توجد واجهةٌ جديدةٌ مشكَّلةٌ من موشورات من الأكريليك الشفاف تلتمع من المساحات الداخلية للمسرح لتبرز إلى الخارج في المساء تاركةً تأثيراً بصرياً مثيراً في الليل والنهار.

تتنوع هذه الموشورات بين الصافي والشفاف تماماً إلى شبه الشفاف ثم الأكمد. والأمر المبتكر في التصميم يحدث عندما تُبَاع البطاقات كلها ويبدأ عرض المسرحيات في الداخل، إذ تعلن أضواءٌ حمراء ساطعة تخرج من تحت الواجهة هذه الحقيقة إلى الساحة المجاورة.

كما لا تقوم هذه الواجهة الموشورية القوية بتغليف الكتلة الموجودة وحسب، وإنما تخلق ردهةً مفتوحةً جديدًة، ومنطقة وصولٍ ومساحة مقهى، رابطةً الداخل الذي كان مغلقاً سابقاً إلى المساحة الخارجية.

وبسبب عدم انتظام العناصر متعددة الأشكال وتنوُّع درجات شفافيتها، تصبح الواجهة عبارة عن تلاعبٍ رائعٍ من الظلال والانعكاسات. وهي تتضمن عدداً من البوابات لتأمين التواصل وطريق الوصول بين الردهة والمسرح، مع العلم أنه يمكن لهذه الأبواب أن تنفتح أو تنغلق وفقاً للترتيب الجاري في المسرح. وعلاوةً على هذا، تسمح هذه البوابات للكتلة بالعمل كوحدةٍ متدفقةٍ متكاملةٍ أو كمنطقتين متميزتين منفصلتين.

بالنسبة إلى تحسين عمل طاقم العمل فقد تمّ من خلال مزج البار وصندوق بيع التذاكر ومنطقة الإدارة، مما يتيح بإتمام وإدارة هذه الخدمات الثلاث من قبلٍ شخصٍ واحدٍ فقط. في حين أُعيد توزيع حُجَر التواليت والمقهى على الطابق الأول لضمان حجز المستوى الأرضي لتولّي القيام بجميع الوظائف غير التقنية.

ومن الملاحظ أن تجديد المساحة الداخلية قد تأثر كثيراً بمشاركات الأولاد في تصميم المسرح، أي من خلال الألوان الذهبية والآجر النقطي العاكس والثريّات الكريستالية، بالتناقض مع العناصر الحديثة مثل الإنارة الفلورية وبار مميز بألوانه الكثيرة الصارخة والكراسي المصممة من قِبَل Paustian.

بهذه الفكرة الكلية، يمكن للمسرح الآن أن يشغل المحيط من خلال عرض نشاطاته إلى جميع المناطق المحيطة به، ليحقق أخيراً هدف التواصل المرجوّ منه.

أخيراً، نلفت انتباهكم إلى أنه قد تم ترشيح هذا المسرح للمشاركة في جوائز WAF2010 عن فئة “القديم والجديد”، طبعاً بسبب مزجه بين العناصر القديمة والحديثة في تصميمه المبتكر.

إقرأ ايضًا