قاعة رياضية مدرسية… ولكن!

9

هل تذكرون مرض سارسيلي النفسي الذي تعرضت له الضواحي الفرنسية في أواخر الخمسينات، إنه مرضٌ قديم أصاب منطقة سارسيلي التي تقع على بعد 16 كيلو متراً من باريس والتي تعتبر جزءاً من الضواحي التي استوعبت على عجل المهاجرين في تلك الفترة.

وهاهي سارسيلي الآن تزيح عنها عباءة المرض وتُتحفنا بواحدٍ من أهم القاعات الرياضية في فرنسا جمعاء، إذ قام معماريو ECDM برفد مدرسة La Tourelle الإعدادية بقاعة رياضية متعددة الاستخدامات لذوي الاحتياجات الخاصة على مساحة بناء لا تتجاوز 1,000 م2، فالقضية هنا لم تكن أبداً قضية بناء سقفٍ والسلام، ولكن تعدى الأمر للنهوض بالأداء الرياضي من قلب المدرسة، وتجاوز الحدود المفروضة عادةً.

إذ نلاحظ بأن اختيار المواد ما هو إلاّ رغبةٌ من معماريي ECDM لتقليص الفجوة بين تطلعات المستخدمين والأنشطة الرياضية الخاصة بهم من جهة، وما بين البيئة التقنية والأكاديمية التي تحكم هذه التطلعات والنشاطات من جهةٍ أخرى، ويظهر ذلك جلياً بالنظر إلى الكتلة الخشبية داخل القناة المغطاة بمادةٍ شفافة والتي من شأنها توزيع الضوء بشكلٍ متجانس دون أن يتناقض والكتلة الخشبية.

ونضيف على ذلك الخطوط والرسومات على الأرضية إلى جانب الحاجز المزدوج من القضبان المتصالبة عند النهايات الذي يشبه إلى حدٍ بعيد الخطوط المنحنية والمستقيمة في السقف ولكنه هنا تحول إلى نافذتين زجاجيتين من العيار الثقيل.

لقد استطاعت سارسيلي أن توازن ما بين الأحداث الماضية وطموح سكانها البالغ عددهم ستين ألفاً بحياةٍ أفضل على الرغم من الويلات التي تعرضت لها تلك المنطقة والتي تتنوع ما بين حاجة المهاجرين فيها إلى السكن الاجتماعي وصراعات التعايش والعديد من المواجهات بين جماعاتٍ عقائدية مختلفة ولا ننسى طبعاً نسبة البطالة التي تجاوزت العشرين بالمئة.

إقرأ ايضًا