حيوانات إفريقيا تلهم مصممي ملاعبها!

7

ربما سيبدو نموذج ملعب Mbombela -في بهو شركة R&L Architects للعمارة في مركز مدينة Cape Town- غير ملائمٍ إذا ما وُضع في أي مكانٍ آخر. وبالفعل، فإن شكل المخطط بمقياس 1:333 يعد غريباً نوعاً ما، فضلاً عن أن الطراز الزاهي للمقاعد يعكس بشكلٍ واضحٍ جلد الحمار الوحشي، كما وتشبه العواميد الكهربائية العالية برجاً من الزرافات.

إلا أن النسيج المشرق لآلاف الخرزات الزجاجية المتناهية الصغر، والتي صنع منها النموذج، هو الذي يحدد مكان الملعب في قلب جنوب أفريقيا. وللتوضيح، أعطى Mike Bell -أحد الشركاء في الشركة- شرحاً عن كيفية صنع هذا النموذج العملي الشعبي الذي يمكن أن يكون شبيهاً بالمشروع المعماري الذي يصفه.

وبعد أن تم إعطاؤه المخططات والأقسام والصور الثلاثية الأبعاد ودرساً سريعاً وقاعدةً بخصوص الموازين، بدأ صانع النموذج بالعمل عند أحد زوايا شوارع Cape Town، محاولاً إنجاز ما يدور في مخيلته.

فلم تكن النتيجة تمثيلاً دقيقاً للمبنى الواقع في Nelspruit في مقاطعة Mpumalanga وحسب، وإنما عملاً فنياً رائعاً يمتلك خصائص مبهرة تدل على تطوره الغير مسبوق وشخصيته المتميزة.

وقد تم إحراز هدف المشروع تماماً، حيث بدت الرمزية الإفريقية في المبنى واضحةً جداً. كما تتبع المقاعد المطرزة بجلد الحمار الوحشي للخطة المستقيمة الخطوط، الموضوعة بشكلٍ مائلٍ قليلاً عند الزوايا لتحافظ على إحساسٍ حميميٍّ بالخصوصية.

وبالحفاظ على نفس مستوى الميزانية المتواضعة وبيان FIFA الذي يتطلب أن تكون سعة الملعب أصغر (40,000 مقعد فقط)، أصبحت المستويات أبسط بكثير وخطوط الرؤية أوضح على طول الملعب.

هذا ويتيح وجود فجوةٍ بطول 6 أمتار بين تجويف المقاعد والسقف، تأمين تهويةٍ طبيعيةٍ وتشكيل إطارٍ لمنظر الشجيرات والجبال المحيطة بالملعب.

أما السقف، فهو مدعَّم بواسطة 18 برجٍ بأربعة قوائم، معدَّلة بدقة بحيث تصبح شبيهة بمجموعةٍ من الزرافات الشاردة، التي تقف بذكاءٍ وأناقةٍ حول مظلةٍ من أشجار الأكاسيا. كما تكشف عملية التصميم عن التطابق الحاصل بين رغبة المهندس المعماري بتوسيع “الخاصية الأفريقية” وبين الدروس الخاصة بهيكلة الشكل الذي كان مصدر الإلهام لها، مهما بدا الأمر مفتعلاً أو مدبَّراً.

ومن بين الأشياء العظيمة في تصميم الملعب هو أن الشكل والوظيفة لا ينفصلان تماماً عن بعضهما البعض، وإنما يتعاونان معاً. كما نلاحظ أن الصيغة بدأت تتبلور بسرعةٍ كبيرةٍ، وكأنها تصرخ بأعلى صوتها “أنا زرافة”. وإذا ما نظرنا إليها من بعيد، نجد أنها متناسقةٌ بشكلٍ جميلٍ جداً، لدرجة أنه لم يكن على المصممين أن يقوموا بالكثير لكي يجعلوها تبدو كما هي عليه الآن. وبما أن المهندس هو الذي أرادها أن تكون ذات أربعة قوائم، لذا فإن هيكل الملعب ثابتٌ جداً، وهذا ما يحملنا على الظن بأنه زرافةٌ حقيقيةٌ.

إقرأ ايضًا