منزل 20

4

انتهى فريق Jolson المعماري الإسباني من تصميم “منزل 20” في ملبورن، الذي يمتاز بوجود عوارض إسمنتية ضخمة بارزة عن الكسوة الخارجية، تبدو وكأنها معلقة على الجدار البرونزي في الحديقة، الذي يتخلله مدخل المنزل المظلل بالعوارض الإسمنتية.

أما الطابق السفلي فيضم بركة سباحة وناد رياضي، بالإضافة إلى غرفة بخار وغرفة ألعاب، كما ويكشف هذا الطابق أيضاً عن بركة مياه صغيرة في قاعدة المنور، الذي يمتد على كامل ارتفاع المنزل، في حين تقع غرف المعيشة والطعام في الطابق الأرضي، وتستقر غرف أخرى، كغرف النوم والدراسة في الطابق العلوي..

قلما تطالعنا في أستراليا منازل من ثلاثة طوابق كمنزل 20، فقد استطاع هذا المنزل أن يثور على المنازل التقليدية القديمة، والفضل للعوارض الإسمنتية الضخمة التي تنبثق من سطح الأرض المنحدرة وتتجه إلى الجهة الشمالية الجنوبية، حيث تشكل هذه العناصر الإيقاعية سلماً موسيقياً من نغمة واحدة يستقر عليه الطابق الأول.

وكأن هذه العوارض، التي تشبه الشفرات إلى حدٍ بعيد، تبرز عن كتلة المنزل ما وراء الجدار البرونزي، وتطوق المدخل، وكنتيجة تظلل نباتات الهليون والسرخس في الأسفل، ليبدأ بعدها هذا السطح الخارجي الوحشي المزدحم بالشفرات الإسمنتية باختراق الداخل، حتى تبدو المساحات الداخلية مدمجة والمساحات الخارجية إلى حدٍ ما، مما يشكل سلسلة من الغرف.

وبالحديث عن هذه الغرف، نلاحظ بأنها متتابعة فيما بينها تفصلها عن بعضها البعض طبقات وليس جدران، حيث تتخلل المساحات الداخلية ثلاثة فراغات؛ الأولى عبارة عن غرفة عمودية فارغة داخل غرفة، بينما تظلل الطابقين العلوي والسفلي شبكة فولاذية محبوكة بعناية للسماح للظلال بالتراقص في الداخل، وأخيراً تم تصميم المطبخ وحجرة غسل الأطباق بهيئة قطعة من المفروشات لتقسيم مساحات المعيشة المتتابعة.

أما بالنزول إلى الطابق السفلي فنلاحظ بأن هذا الطابق معتم نسبياً، حيث تقتصر الإضاءة على أشعة الشمس، ويعزز من هذه الأجواء المعتمة الأحجار السوداء والجلود السوداء والمياه السوداء التي تغمر بركة السباحة، على نقيض الطابق الأول، حيث يضم هذا الطابق -وفقاً لرغبة المالك- غرفة النوم الرئيسة وغرفة الملابس، ويستفيد بذلك من الأضواء التي تتخلل الشفرات، كما ويقع المبنى قبالة الجهة الشمالية، مما يزيد من فرصة دخول أشعة الشمس إلى الداخل.

ولكن هذا الحل لا يعني افتقار المبنى إلى التظليل، حيث يمتد على طول التراس مظلة أفقية كبيرة، بينما تشغل الفتحات بمثابة مدخنة حرارية، تقوم بتوزيع الهواء، من جهة أخرى تعمل البركة في الطابق السفلي من المبنى على تبريد الأجواء، في الوقت الذي تقوم فيه الشبكة الفولاذية بالتخفيف من حدة الشمس في منطقة المدخل.

إقرأ ايضًا