تعريفٌ جديد للاسترخاء

4

لطالما تصوّرت أن قمة الاسترخاء هي أن أستلقي في أحضان سرير شبكيٌّ معلق بين شجرتين على شاطئ البحر أو وسط إحدى الغابات، ولكن أن يتغير مشهد الاسترخاء هذا, ويتم حذفي من الصورة ووضع عرزالٍ خشبيٍّ مكاني، فهو أمرٌ جديدٌ كلياً!

لكن من تجرأ على فعل ذلك؟

طبعاً هو المصمم الأمريكي صاحب الأفكار البديعة، جيس راندزيو، الذي أكمل في عام 2007 مشروعه تحت عنوان “مكانٌ منفصل”، بمساعدة اثني عشر طالب من الجمعية الأمريكية خلال ورشة عمل امتدت شهراً كاملاً في مدينة دورست في المملكة المتحدة.

ويتألف المشروع من عرزالٍ خشبي أشبه بحجرة عائمة على شبكة بين الأشجار تبرز من سقفه مدخنة فولاذية، بينما يتألف هو من مواد محلية المصدر، حيث اعتمد المصمم على خشب الأرز الأحمر، التي تتقاطع مع بعضها البعض بنفس الطريقة التي تتم فيها صناعة القوارب، ليتم فيما بعد تثبيتها بوساطة مسامير نحاسية.

أما عن طريقة تثبيت الكتلة بأكملها، فتتربع داخل شبكة مربوطة بحلقة معدنية، وهذه الأخيرة معلقة بالأشجار المحيطة عبر أسلاك شد.

إذ وبعد تسلق الشبكة الحبلية سيصادفك عزيزي الزائر باب بيضاويٌّ صغير يمكنك من خلاله الدخول إلى الفراغ الداخلي الحميمي، حيث يمكنك الاستمتاع بالإطلالات المبهرة على الغابة بقرب النار المتلهبة داخل الموقد الصغير.

ويُذكر نقلاً عن المصمم، أن مشروع “المكان المنفصل” هذا، هو عبارة عن غرفة للجلوس تتسع فقط لعددٍ قليلٍ من الأشخاص، وليس لهذا المبنى -إن جاز التعبير- أية أثرٍ على الإطلاق، فأكثر ما ينتج عنه هو ظله، إلى جانب تأثير ضئيلٍ لا يُذكر.

يمكننا القول أن باب المبنى مرتفع بعض الشيء وصغير للغاية، ولكن ما أن تمكنت من العبور، فهناك ستكون بمأمنٍ قرب حرارة النار وأكواب الشاي . أما عن مساحة المبنى فهي مجرد أربعة أمتار مربعة ونصف المتر المربع، تتوزع داخل كبسولة عائمة من خشب الأرز الأحمر المأخوذ من غابة هوك بارك.

والجدير بالذكر ختاماً بما أننا أشرنا إلى هوك بارك، أن المصمم جيس راندزيو قد نال جائزة AV Custerson السنوية التي تُقدم إلى أعضاء الجمعية الأمريكية، بهدف تقديم تمويل مناسب لمشاريع متنوعة تعتمد على أخشاب هوك بارك، نالها في عام 2007، وإن استمرت المشاريع في التدفق والظهور على هذه الشاكلة، فإن هوك بارك ستتحول دون أدنى شك إلى مرفق إنتاجي حيوي ونشيط فريد من نوعه.

ترجمة وتحرير مي الصابوني

إقرأ ايضًا