إن شركة Snøhetta المعمارية هي شركة عالمية عريقة؛ ومن يعرف بتاريخها يعلم أنها استمدت اسمها من واحدةٍ من أعلى القمم الجبلية في النرويج؛ وهاهي اليوم تختار العمل على مشروعٍ يعيدها إلى ذكريات تأسيسها.
حيث يعكس اللب الخشبي المتماوج لجناح مراقبة حيوانات الرنة في جبال دوفر النرويجية انحناءات الموقع الطبيعي المطل على قمة سنوهيتا.
وتحت اسم “الجناح النرويجي لمركز حيوانات الرنة البرية” تستخدم مؤسسة حيوانات الرنة البرية الخيرية هذا المبنى كمركزٍ تعليمي. حيث اختار المصممون إطاراً فولاذياً مستطيل الشكل ليحتضن الجناح خلف جدرانٍ زجاجية تطوق منطقة المراقبة.
الجدير بالذكر هنا أن من قام بإنشاء هذا المركز الخشبي المتماوج باستخدام العوارض المصنوعة من خشب الصنوبر هم بناؤوا السفن النرويجيين، وذلك بعد أن تمت صناعة الأخشاب باستخدام نماذج رقمية، ليتم فيما بعد تثبيتها مع بعضها البعض.
ولكن زوار المركز لن يتجمدوا من البرد أثناء جلوسهم على التركيبة الخشبية، بل ستدفئهم النار المتأججة داخل الموقد المعلق في الهواء.
هنا تجدر بنا الاشارة إلى أن فريق التصميم قد ارتأى تصميم ممر بطول 1.5 كلم يجلب الزوار إلى الموقع المذهل المرتفع بمقدار 1200 متراً فوق مستوى البحر، في مبنى يمتد على مساحة 90 متر مربع.
*الفكرة المعمارية:
لقد شكّل السياق الطبيعي الفريد مع نظيره الثقافي والأسطوري قاعدةً أساسية للفكرة المعمارية، ويقوم تصميم المبنى بأكمله على ابتكار جسد خارجي قاسٍ ولب داخلي عضوي؛ وهكذا يخلق الجدار الخارجي المواجه للجنوب مع الفراغ الداخلي مكاناً دافئاً مخصصاً للالتقاء والتجمع، مع المحافظة على تقديم إطلالة بانورامية مبهرة للزوار.
الجدير بالذكر هنا هو التأكيد الكبير على نوعية واستدامة مواد بناء المشروع، بحيث تكون قادرة على تحمّل المناخ القاسي؛ إذ تمت صناعة الإطار المستطيلي من الفولاذ الخام المشابه للحديد الذي يتواجد عادةً في الجبال المحلية، وتم اعتماد شكلٍ بسيط ومواد طبيعية تذكر بتقاليد البناء المحلية.
إلا أن استخدام الطرائق التقليدية لم يعنِ على الإطلاق الاستغناء عن التكنولوجيا الحديثة؛ إذ تم الاعتماد عليها في مختلف مراحل التصميم والتصنيع؛ فعلى سبيل المثال استخدم الفريق نماذج رقمية ثلاثية الأبعاد من شأنها توجيه عمل آلات تصنيع الخشب.
وهكذا ولد الجناح بشكله القوي والدقيق في نفس الوقت؛ مما أعطى الزوار فرصة التأمل في هذا المنظر الطبيعي الغني والواسع.