كجزءٍ من تطويرات المخطط الرئيسي لتنمية وسط مدينة إندهوفن في هولندا، والتي بدأت أحداثها في عام 1998، استلم الفريق المعماري في استوديو Fuksas مهمة تنفيذ المشاريع الأربعة الأساسية وهي؛ ساحة 18 أيلول الشهيرة التي تحتل مساحة 7,000 م2 من وسط المدينة، بالإضافة إلى موقفٍ خاص تحت الأرض بمساحة 2,300 متر مربع والذي يستوعب حتى 1,700 دراجة، ومركز Piazza التجاري الذي يغطي تقريباً 20,000 م2 من المساحة المكتبية، فضلاً عن سوق ميديا؛ ذلك المتجر المعروف ببيع الأدوات الكهربائية والمعدات الالكترونية.
أما اليوم، فيكشف لنا معماريو Fuksas عن المشروع الرابع في الترتيب، وليس في التصنيف، فقد أثبت مشروع Admirant بأنه أحد الأمثلة الناجحة عن عملية تجديد قلب المدينة، والذي يعتبر أيضاً جزءاً أساسياً من تطوير منطقة التسوق التي قامت باستلامها شركة Heijmans العقارية؛ وهي شركة البناء الأبرز في هولندا.
ويقع مشروعنا على الحدود بين المنطقة الجديدة وساحة 18 أيلول الشهيرة، مشكلاً بذلك بوابة الدخول الرئيسية إلى محور التسوق الجديد، وبالطبع فإن هكذا موقع بارز من شأنه أن يأتي بمشروعٍ مميز له حضوره القوي..كجوهرةٍ ثمينة تغري العامة وتقود المشاة باتجاه قلب المدينة الجديد.
أما ونظراً لشكله غير المتعامد فإن Admirant لا يتبع اتجاهاً محدداً، فإذا ما قارنا واجهات المباني العادية مع لوحات الإعلانات الملصقة، سيظن المرء بأنه مجرد عمودٍ للإعلانات، حيث يفسح شكله المنحني بسلاسةٍ فائقة بضخ الحيوية من حوله، بينما يفتقر Admirant إلى جهةٍ أمامية وخلفية على نقيض المباني التقليدية، إذ نلاحظ بأن الكسوة الخارجية تطوق كامل المبنى بدون انقطاع.
من جهةٍ أخرى، يتألف المبنى من عنصرين أساسين ألا وهما الطوابق الإسمنتية الخمس والكسوة الفولاذية الزجاجية الخارجية، حيث تتربع المساحات التجارية على الطابقين الأرضي والأول، في حين تحتل المساحات المكتبية الطابقين الثالث والرابع، بالإضافة إلى طابقٍ إضافي تم تخصيصه للأغراض التقنية.
ويسترعي انتباهنا هنا بأن شكل بلاطات الأرضية تتبع شكل الواجهة الأمامية، إذ تبلغ مساحة الطابق الأرضي 950 م2 في حين تتناقص تدريجياً حتى تصل إلى 250 م2 في الطوابق المكتبية إلى الأعلى، باستثناء سلالم المبنى، حيث نلاحظ عدم وجود أية عناصر عمودية؛ والتي تحجب عادةً نقاط الاتصال البصرية مع داخل المبنى.
بالوصول إلى واجهة المشروع نلاحظ وجود أربعة فراغات كبيرة في كسوة Admirant مما ساهم في خلق تنوع مكاني ملحوظ نظراً إلى داخل المبنى، إذ تتنوع هندسة الواجهة بين الأسطح العمودية والأشكال العشوائية، الأمر الذي سمح بخلق شيء من الديناميكية داخل المبنى، وساعد في الوقت نفسه على فصل الواجهة بشكلٍ كامل عن الطوابق، وهي تجربة معمارية فريدةٌ من نوعها، تبرز بوضوح في التفاصيل المعقدة المرافقة لعملية ربط حواف الطوابق مع الواجهة.
وأخيراً تظهر الواجهة كنتيجة للشكل المكثف الذي تم إعداده خلال مرحلة التحضير للتصميم إلى جانب التحسينات اللاحقة على النموذج الأولي، وتكشف عن نظام استثنائي من الأسطح الزجاجية مثلثية الشكل، والتي تم تخريمها بواسطة ألواح جانبية مجوفة ومصنوعة من الفولاذ ولكن مستطيلة الشكل، لتكون النتيجة عبارة عن تصميم متميز ذي جودة عالية بشكلٍ استثنائي، وهيكل أساسي غاية في الدقة والإتقان.