الطبيعة تحل مشكلة التواصل والخصوصية في المنازل

2

صممت شركة McGlashan الأمريكية للعمارة التي تتخذ مقرها في بيركلي في كاليفورنيا مشروعاً سكنياً مبتكراً في وادي ميل في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.

نوع المشروع:

يعد مشروع “منزل سفح تل وادي ميل” مسكناً لثلاثة أجيال، مبنياً في مسكنين منفصلين ولكن تحت سقفٍ واحدٍ. حيث يهدف هذا التصميم إلى تقريب المسافات بين الأجداد والأولاد والأحفاد، على الرغم من أنه يقوم بنحت مساحاتٍ مفصلَّةٍ خصيصاً لتتناسب مع احتياجات كل جيل.

إذ أتى الطابق الأعلى رسمياً وهادئاً ومثيراً، بينما كان الطابق السفلي دافئاً وغير رسمي بفضل مقاعد النافذة المريحة ومناطق اللعب الواسعة المخصصة للأولاد وحيواناتهم الأليفة ومجموعتهم الخاصة من الطبول.

أما الجميل في التصميم أنه وبينما تتطور ترتيبات العائلة يمكن للمنزل كذلك أن يتطور معها. إذ يمكن للمستوى الأوسط أن يصبح مشتركاً بين المسكنين العلوي والسفلي لإقامة العديد من النشاطات الاجتماعية عليه.

فالضوء الوفير والتشطيبات الطبيعية والخشب المُعاد استخدامه والعناصر المركَّبة والمنحوتة يدوياً من قبل المعماري، كلها تربط مساحات المعيشة ببعضها البعض لتشكِّل منها وحدةً عضويةً متكاملة.

هذا وقد تمت تغطية كامل المنزل بسقفٍ أخضر، ليبدو وكأنه قطعةٌ من السطح النباتي المفعم بالحياة لسفح التل وقد تم قشره لخلق مساحة معيشةٍ مكيَّفةٍ طبيعياً في الأسفل. بهذه الطريقة، ومع أقل قدرٍ ممكنٍ من السكون والهدوء في الأعلى وأكبر قدرٍ ممكنٍ من الطاقة والنشاط في الأسفل، تم تحويل سفح تلٍ منحدرٍ إلى منزلٍ عائليٍّ مزدهر.

نقاطٌ بارزةٌ في التصميم:

سمحت ظروف التخطيط في الموقع بإيجاد منزلٍ مفردٍ واحدٍ مع وحدةٍ صغيرةٍ على الطابق الثاني على قطعة الأرض الكبيرة من سفح التل. ومن أجل توسيع الوحدة الموجودة على الطابق الثاني إلى أكثر من مساحة الـ 500 قدم مربع المسموح بها، ولكي تتشارك في المساحة مع الوحدة العلوية، تصور المعماريون كتلةً ملحقةً على الطابق الثالث.

ولأن الخصوصية مطلبٌ أساسيٌّ في كل منزل، تم تتويج كلِّ مستوى من مستويات المنزل بسقفٍ أخضر شبه مركَّز، مزروعٍ بأصنافٍ عدةٍ من النباتات المحلية المقاومة للجفاف، كل هذا بهدف الحفاظ على خصوصية قاطني المنزل وانعزالهم دون الحاجة إلى إفساد المناظر الطبيعية من حوله أو الحد من المساحة الخارجية. لتمثّل هذه التراسات الخضراء بذلك حلاً مثالياً لمشكلة التواصل والخصوصية في هذا المنزل.

أما لكونه معزولاً بشكلٍ ممتازٍ ومكيَّفاً بطريقةٍ مباشرةٍ مع الكثير من السمات الفعالة على مستوى توفير الطاقة والمياه، يصبح هذا المنزل نموذجاً حياً للمنازل البيئية المستدامة في البلاد. فمن جمال هذا التصميم أنه وبإطلالةٍ من غرفة الحمام الرئيسية يبدو السقف النباتي ممتزجاً مع التلال المحيطة وكأنه جزءٌ منها.

من ناحيةٍ أخرى، يطل المطبخ على وادي ميل، ويتميز بوجود طاولةٍ وبارٍ في الجهة اليمنى مصنوعين من أخشاب الأشجار التي جُمِعت من شوارع منطقة شيكو في كاليفورنيا. هذا ويساهم الملقف الرائع في جلب ضوء الصباح إلى جزيرة المطبخ التي تتسع لشخصين على الفطور.

أما غرفة المعيشة التي هي عبارة عن جدارٍ قابلٍ للسحب من النوافذ، فتنفتح على المنصة الكبرى. كما تقوم النوافذ الجدارية المرتفعة بتقديم الإنارة لغرفة المطبخ بينما يبقي السقف العازل الغرفة باردةً أثناء الطقس الحار.

أخيراً، وكما هو واضحٌ من الصور، نجد أن الأشكال ودرجات الألوان كلها مستوحاة من المنظر الطبيعي لسفح التل، حيث تقوم الأسقف المزروعة بحماية ثلاثة مستويات للمعيشة، بينما تحافظ على تقديم مسكنٍ مزدهر. وتأتي الملاقف فيما بعد لتنير وتؤمِّن التهوية الممتازة للغرف في الأسفل، وهذا كله ضمن خطةٍ بارعةٍ لمنزلٍ يمكن أن يُقال عنه بكلّ أمانةٍ أنه “منزل أحلام العائلة المحبَّة .”

إقرأ ايضًا