مقرٌ iGuzzini… زائرٌ من عالمٍ آخر!

3

مثلما تبدو إبداعات شركة iGuzzini الإيطالية الرائدة في مجال الإضاءة وكأنها قد أتت من عالمٍ آخر، هكذا يبدو مقرها الجديد في إسبانيا.

فعلى هيئة منطادٍ يحاول الهرب من هذا العالم ساعياً للحصول على سماءٍ جديدة، تم تصميم مقر شركة iGuzzini بتوقيع MiAS المعمارية، حيث تصف كتلة المبنى الجديد ظروف الإنارة الطبيعية والاصطناعية، وتشير إلى أصول وجذور هذه الأضواء ضمن ترتيبٍ هندسيٍّ مذهل، يريد قبل كل شيء إطلاعنا على طموحات الشركة الرائدة وأحلامها.

إلا أن تطلعات الشركة في الذهاب أبعد ما يكون بعالم الأضواء والإنارة لا ينفي أبداً ارتباطها بالأرض، فعن طريق إرساء المقر الجديد على الأرض، يبدو المقر وبكل صراحةٍ منتمياً إلى المكان وإلى كافة الأماكن الأخرى.

وبما أن هنالك أشكال لا يمكن رسمها إلا مرةً واحدة، وأبنية لا يمكن بناؤها إلى مرةً واحدة تكون في حال تم تكرارها عبارة عن نسخة مطابقة فقط، ارتأى مصممو MiAS ابتداع شكلٍ فريد وخاص لا يمكن تكراره ببساطة.

فبالنسبة لفريق MiAS هم مؤمنون بأن في هذا المقر فرصةٌ هامة لشركة iGuzzini، لأن هذا الشكل غير المثالي والمشوه نسبياً، ينتمي إلى عالم iGuzzini؛ إذ في الوقت الذي يسهل التعرف عليه، لا يمكن للجميع إيجاد مثل هذا الشكل أو هذه الهندسة.

في المقابل لا تهدف شركة iGuzzini هنا للتفاخر بابتكاراتها التقنية المعاصرة، ولكنها تحاول أن تجسد نفسها كأنموذجٍ عن التطور الحالي في مجال الاستدامة في معناها التقني والبيئي. حيث يتطلع مصممو المقر ومن خلال العمارة إلى تجسيد الظروف الأقرب إلى البشر؛ بما في ذلك مفهوم الجماعية والطموح والامتياز.

وقد ساهم عدم تعديل تضاريس الموقع، إذ يقع iGuzzini على أحد المحاور الطرقية الطبيعية في برشلونة، إلى ظهور مساحة كبيرة تحت الأرض، تم تحويلها إلى مخزن ومرآب للسيارات وصالة للعرض وقاعة للمحاضرات ومنطقة للخدمات الفنية، في حين تم تحويل السقف إلى أرضية فنية خارجية تخدم بمثابة صالة عرض خارجية.

أما فوق هذا الوعاء المغمور تحت الأرض -إن صح التعبير- فيظهر مبنى الشركة، وعلى الرغم من كروية الشكل الواضحة للعيان، فإن المبنى مشوه قليلاً من الناحية الجنوبي، كما يوجد هنالك فراغ مركزي كبير يشغله عمود واحد، يتعلق عليه المبنى بأكمله، وهو ما يسمح بتحكّم أكبر بالضوء والطاقة الداخلين لجسد المبنى حيث تقع المكاتب ومرافق البحوث.

ولكن إلى أي مدى يمكن للعمارة أن تعبّر عن المعنى الرمزي للتصميم؟ وهل نجح التجسيد الحرفي لفلسفة المصمم في توليد تأثير مميز على مستخدمي المقر ومتذوقيه، أم أنه بدا وكأنه كائن فضائي قادم حرفياً من عالمٍ آخر؟

إقرأ ايضًا