تصاميم ذكية تتوِّج أهم جسور الصين

4

في محاولةٍ لتخديم أحد أهم المعالم البارزة في الصين، صممت شركة Adrian Lo المعمارية الصينية ومقرها شنغهاي مشروعاً مقترحاً لصالح مسابقة تصميم مرافق عبور الحدود لجسر ماكاو-تشوهاي-هونغ كونغ.

خلفية الاقتراح:

يعد جسر ماكاو-تشوهاي-هونغ كونغ ممراً طرقياً استراتيجياً هاماً غير مسبوق، يربط بين ثلاثة أقاليم (هونغ كونغ وتشوهاي وماكاو) في قلب دلتا نهر اللؤلؤ في الصين. إذ يقدم هذا الجسر فرصاً هامةً للتطوير الاجتماعي والاقتصادي في هذه المناطق في العقود القادمة.

حيث تضم مرافق الجسر الجديدة كلاً من نقطة الجمارك ومرفق الهجرة ومركز الحجر الصحي في HKSAR (Hong Kong Special Administrative Region) أو (المنطقة الإدارية الخاصة في هونغ كونغ)، وستقع على موقعٍ مستصلحٍ مع حوالي 13 هكتار من الأرض على المياه بعيداً عن الجهة الشرقية الشمالية من مطار هونغ كونغ الدولي.

كما يخدم هذا المشروع كمحور نقلٍ استراتيجيٍّ متعدد الأنماط من أجل خدمة حركة المرور المحلية والعالمية بفضل قربه واتصاله بمطار هونغ كونغ الدولي. بالإضافة إلى ارتباطه أيضاً مع شبكة الطرق العامة الهامة التي تصل بين تشوهاي وماكاو والدلتا الغربية لنهر اللؤلؤ.

فلسفة التصميم:

تُتوِّج التصاميم الذكية والمتينة محور البُنى التحتية غير المسبوق بمستوى آخر من المعنى، فهو الآن يعد توسعاً عمرانياً أخضراً يعزز الإحساس بالترحيب الحار والطبيعة الودودة، ويعكس كذلك جو منطقة شمال لانتاو الهامة للسياحة والاقتصاد المرتبطة به. أما “الكتلة الوظيفية” فقد تم تشكيلها الآن (أي بالمعنى الجديد) داخل عرضٍ من المشهد العمراني متعدد البرامج.

بالتالي، سيكون هذا المشروع مركز جذبٍ جديدٍ للسيَّاح المستقبليين، ومنقطةً ترحيبٍ مبهجةٍ من الشبكة المتوسعة باتجاه Mainland وماكاو والتي تنقل صورة المدينة العواصمية الخضراء لهونغ كونغ.

التصميم البيئي ذو نسبة الكربون المنخفضة:

بما أن مرافق عبور حدود هونغ كونغ ستشهد تدفقاً هائلاً للمركبات بشكلٍ يوميٍّ، مع مقدارٍ خطيرٍ من الغازات المنبعثة من عوادم السيارات، سيتم استخدام طريقةٍ بسيطةٍ وأنيقةٍ لمعالجة هذه المشكلة. حيث ستتم زراعة غطاءٍ أخضر كثيف وأخشاب واقية من عوامل الطقس وأصناف نباتية محلية دائمة الخضرة بهدف تحويل غاز ثاني أكسيد الكربون إلى هواءٍ نقيٍّ وتنقيته من الملوثات الضارة.

علاوةً على هذا، ستخدم هذه المساحات المزروعة ككاتمٍ فعالٍ للضجيج وأرضيةٍ للجلوس ومسكنٍ لا يُقدَّر بثمن. لتبقى النتيجة الأخيرة من جميع هذه العناصر مجتمعةً متمثلةً في تقديم صرحٍ مريحٍ جداً ليستمتع به العامة.

أما من أجل زيادة الحصة الخضراء المرغوبة، فقد تم بناء مباني المرافق الداعمة بحيث تندمج مع الأرض الخضراء، بمعنى أن السقف سيصبح الآن جزءاً من المشهد الطبيعي، فمن ناحيةٍ سيخلق بيئاتٍ طبيعيةٍ، بينما سيعمل كعازلٍ طبيعي لإبقاء المساحات الداخلية باردةً ومريحةً من ناحيةٍ أخرى.

أخيراً ولكي يحقق خاصية الاكتفاء الذاتي الأهم، سيتم تركيب عنفة رياح في مواقع يمكن فيها تخزين الرياح السائدة من أجل استخدامها في توليد الطاقة النظيفة لإمداد تجهيزات الإنارة والمرافق الأخرى بالطاقة اللازمة، مما يقلل بالتالي من الاعتماد على شبكة الكهرباء المحلية. ونذكر ختاماً أنه قد تم تصميم جميع مباني المرافق والأجزاء المعمارية في هذا المشروع بطريقةٍ تسمح بزيادة استخدام الضوء الطبيعي بواسطة فتحات الملاقف لإنارة المساحات الداخلية، ليكون بذلك أكثر صداقة للبيئة وأكثر خضرةً.

إقرأ ايضًا