من المعروف عن تاريخ إنكلترا أنه وفي بدايات القرن التاسع عشر تم بناء سلسلةٍ من أبراج الدفاع الدائرية على ساحل إنكلترا لحماية الإمبراطورية البريطانية. وفي مدينة سافولك يقع برجنا الدفاعي الذي تم تحويله بطريقة فنية إلى منزل حديث.
حيث تعاون صاحب هذا المنزل ومصممه في نفس الوقت، السيد دنكن جاكس، مع شركة بيرسي كونر المعمارية لخلق مساحةٍ معيشية معاصرة ومريحة مع المحافظة على جمالية برج الدفاع التاريخي في نفس الوقت.
لن نخفي عليكم أن اقتراح تحديث هذا البرج الدفاعي قد أزعج في البداية المجتمع التاريخي, على اعتباره نقطة علام في المدينة، إلا أن هذا البرج كان معرضاً للخطر بسبب موقعه في سهل مائيٍ معرضٍ للفيضانات.
لذلك جاء هذا المشروع ليحل مجموعةً من القضايا الشائكة, التي برزت بعد الكثير من النقاشات والعمل في التصميم، إذ كان على البناء الجديد أن يأخذ بعين الاعتبار النوافذ الكثيرة التي تحيط بالمبنى الأصلي, بالإضافة للجدران التي تبلغ سماكتها 12 قدم, مع تقديم منزل لائق في نفس الوقت في منطقة عالية الرطوبة ذات خصوصية تاريخية.
وهكذا استطاع المصممون التوصل إلى حلٍ أنيقٍ متمثلاً بسقف معدني بسيط خفيف الوزن يرتفع فوق قمة المنصة, في حين تصطف النوافذ أسفله لتسمح بدخول الضوء بكميةٍ وافرة دون التسبب بأي خللٍ في شكل المبنى الأصلي، وكنتيجةً لذلك بدا هذا المسكن ملائماً لأن يتم وضع على كوكب تاتوين من فيلم حرب النجوم.
يجدر بنا أن نذكر أن هناك مدخل وحيد للمبنى يتمثل ببابٍ صغير موجود في الأسفل يؤدي إلى غرفة كانت في السابق مخصصة لتخزين المعدات الحربية والقذائف. أما فيما يخص غرف النوم فقد توضعت في الطابق الأول المزود بالنوافذ.
أخيراً وللوصول إلى مساحات المبنى يوجد الدرج الدائري, حيث يصعد متخللاً سقف القبو مؤدياً إلى مساحة المعيشة الموجودة في الأعلى، لتنفتح النوافذ الموجودة على طول حافة البرج مطلةً على الحقول الرائعة الموجودة في الخلف, وتنير الأنابيب لضوئية المتناثرة جالبةً ضوء النهار إلى قلب المساحة ومضيئةً المبنى الحجري الذي سيبقى محفوظاً للأجيال القادمة.