تاريخ أوريسا على واجهة

9

كان على المعماري Abin Chaudhuri الإطلاع على تاريخ أوريسا قبل أن يباشر في تصميم معهد الإدارة الدولي في بوانسوار في الهند، إذ اختار Chaudhuri وهو ابن البلد، أن يحيي تاريخ أوريسا الدولة القديمة التي لطالما اشتهرت بتراثها الثقافي الغني وهندستها المعمارية العريقة، على واجهات معهده، حيث تحظى تلك الدولة بكنوزٍ أثرية يعود تاريخها إلى عصور ما قبل التاريخ، فلا تشبه منحوتات أوريسا أياً من المنحوتات التي قد نعثر عليها في مكانٍ آخر.

أما كهوف Khandagiri و Udayagiri المنحوتة في الصخر والمزينة بزخارف وتماثيل فتشكل علامة بارزة في تاريخ الفن الهندي، كما وتقدم صورة حية عن المجتمع المعاصر، مما يجعلها تحتل مكانة هامة في عمارة الهند، فقد تحولت هذه المعالم التاريخية كملهمٍ لجيلٍ كامل من المعماريين ممن أرادوا دمج التقاليد في السياق المعاصر وجعل أبناء الهند يتذكرون دائماً أصولهم مع كل خطوة نحو الأمام.

وبوقوع بوانسوار في السهول الساحلية الشرقية من ولاية أوريسا، فإنها تحظى مسبقاً بتراثٍ ثقافي غني، مما جعلها تربة خصبة لاستقبال الحداثة، فهنا فقط سوف تجد التكنولوجيا تزدهر جنباً إلى جنب مع الثقافة، مما يفرض على أي معماري أن يعكس جوهر المدينة، وبالطبع عليه أن يراعي أيضاً المناخ الرطب والجاف التي تحظى به بوانسوار.

فعلى الرغم من الطابع العصري الذي يخيم على تصميم المعهد إلا أنه يحمل الكثير من رواسب تلك الثقافة، ويظهر ذلك جلياً بالنظر إلى واجهة المكتبة المزدانة بتماثيل ونقوش تم استيحاؤها من كهوف Khandagiri، حيث سيلاحظ الرائي تصميماً عصرياً وتقليدياً في آنٍ واحد، فالصورة وحدها تتكلم هنا وتشرح لنا تاريخ أوريسا، وأي كلمة لن تفي حق هذه الواجهة حقها.

ولا نحاول هنا تجاهل الواجهة، إنما لا يمكننا تجاهل أجزاء التصميم الأخرى، كالمنطقة التفاعلية التي تعتبر جزءاً ضرورياً جداً في تصميم الحرم الجامعي، كما وتم الاهتمام أيضاً بالساحة المركزية لأنها ستمثل مستقبلاً الجزء الأكبر والأكثر شعبية في المعهد.

فقد صممت هذه الساحة المصطبة باستخدام كتل حجرية صلبة من الأحجار المتوافرة محلياً في ولاية أوريسا، تتوسطها بركة مياه تخدم بمثابة نظام تبريد طبيعي للهواء مما يجعل الطلاب يلجؤون إليها في فصل الصيف الحار لقدرتها على ترطيب الأجواء الإستوائية الحارة.

لقد نجح هذا التصميم أن يدمج ما بين التقاليد وما بين العمارة المعاصرة، فعلى حد المعماري الشهير فرانك غيري “يجب أن تتحدث عن العمارة بلسان الحاضر كما عليها أيضاً أن تتوق في الوقت نفسه إلى الخلود”.

نحن من جهتنا نعتقد بأن هذا التصميم نجح بذلك… فما رأيكم أنت؟

إقرأ ايضًا