تصميم لبيئة عملٍ يعتمد تماماً على طاقمها

5

تحت إشراف الرئيس المسؤول Ary Indra والاستعانة بشركة PT. Litac الاستشارية للإنارة وشركة In house PT. Dwamitra لهندسة البناء، صممت شركة Aboday Architects التي تتخذ مقرها في جاكارتا مكتباً جديداً باسم مبنى DMHQ.

حيث يمتد هذا المكتب على مساحةٍ مبنيةٍ قدرها 566 متر مربع ومساحة موقع قدرها 542 متر مربع في منطقةٍ واقعةٍ في الجزء الجنوبي من مدينة جاكارتا الإندونيسية، هذه المنطقة التي تمتزج فيها المنازل السكنية الكبيرة مع النشاطات المكتبية الصغيرة.

وببنائه من أجل استيعاب شركةٍ تجاريةٍ عائليةٍ متوسطةٍ مع طاقم عملٍ مؤلفٍ من 15 شخص، يبدو هذا المبنى وكأنه مؤلفٌ من خمسة مبانٍ منفردةٍ صغيرةٍ جداً، منظَّمةٍ ضمن نطاق المساحات الخضراء الغنية المحيطة في هذه الأرض الممتدة على مساحة 450 متر مربع.

إلا أن المصممين لم يستطيعوا أن يتنعموا بكامل هذا الموقع، فقد ظهرت أمامهم عقبات تفرض عليهم بسبب حدود الأرض المفروضة على المشروع أنه يجب أن يتم ضغط الغرف لتملأ أقصى مساحةٍ مسموحٍ بها في المبنى. ولأنها محددةٌ بواسطة حديقةٍ مسيَّجةٍ ومساحةٍ مائيةٍ، تنتظم مناطق العمل لتزويد طاقم العمل بشيءٍ شبيهٍ بالتفسير الحرّ للمساحة، فيمكن استخدامها للعمل أو للترفيه، للتسلية أو للاجتماعات، للانعزال أو التواصل.

تبدأ سلسلة التفسير الحر هذه على السلم العشبي الموجود بين مكعبين مرتفعين، رابطاً الناس بمنطقة الردهة من مساحات ركن السيارات. في حين يقدم الشقّ الموجود بين المبنى الرئيسي ومستوى ركن السيارات بمقدار 2,5 م تهويةً مفتوحةً للغرفة الواقعة على المستوى الشبيه بالقبو. من جهةٍ أخرى، وبفضل الجدار الأخضر الذي يعمل كحاجز والأشجار المطلة من ورائه، يظهر المبنى ودوداً جداً مع جواره الطبيعي المحيط.

بينما تقدم الردهة الصغيرة -المفتوحة بصرياً نوعاً ما باتجاه محيطها- للناس إحساساً بالتكيُّف والحرية لصياغة تجربتهم الخاصة بهم. وعند نهاية هذه المساحة المستطيلة، توجد مجموعةٌ من السلالم كوسيلةٍ للاتصال العمودي.

إذ يضم الطابق الأعلى غرف اجتماعٍ فسيحةٍ مع غرفةٍ خاصةٍ للمدير وطاقم العمل الرئيسي، بينما توجد في الأسفل جميع الغرف الداعمة (غرفة طاقم العمل وغرفة صلاة فسيحة للطاقم المؤلف بمعظمه من المسلمين).

وبشكلٍ متعامدٍ مع طاولة الاستقبال، يمتد جسرٌ ذو تهويةٍ طبيعيةٍ يشير إلى تحوُّل المساحة العامة مع مناطق أكثر خصوصية لغرف العمل على الجانب الخلفي من المباني.

أما بهدف تحفيز طاقم العمل على تقديم نتائج مُثلى في عملهم داخل هذا المكتب الجديد، قام الزبون بتشجيعهم على المشاركة في عملية التصميم. لتأتي النتيجة على شكل مساحاتٍ واسعةٍ ومتدفقةٍ ومنفتحةٍ على بعضها يمكن استخدامها في زيادة التواصل بين أفراد طاقم العمل.

ولنفس الغرض، تم إدخال الكثير من مناطق الجلوس مع ممرٍ ومكانٍ منعزلٍ آخر وشقوقٍ بدقةٍ متناهيةٍ من أجل تأمين إمكانية إجراء أحاديث صغيرة بين أفراد طاقم العمل وليتناولوا غداءهم معاً ويتمشوا إلى الحديقة العشبية، أو حتى ليسترخوا أثناء استراحة الغداء.

كما أن استخدام الجدار المطلي المركَّب والزجاج ذي النسبة القليلة من الحديد في الأجزاء الخارجية يُلمِّح إلى إجراء تدخلاتٍ صغيرةٍ في الطبيعة، بينما تخلق بعض الأسطح المزوّدة بستارٍ مخرَّمٍ من مادة (GRC) أو (الإسمنت المسلح بالألياف الزجاجية) عنصراً من الحماس والحركة على هذا المبنى الأبيض بالكامل.

يثبت هذا المشروع أن إدخال المساحات الخضراء والمائية على بيئات العمل يمكن أن يكون خطوةً ناجحةً تضفي جماليةً خاصةً وتساعد في إبقاء طاقم العمل متحفزاً ونشيطاً طيلة فترة عملهم، مما يؤدي إلى زيادة المردود المادي للشركة العائلية الطموحة.

إقرأ ايضًا