مركز شرطة فرنسي مستقبلي وبطابع إنساني

43

قدمت شركة negroni – archivision الفرنسية اقتراحاً لمحطة شرطة فرنسية باسم “محطة شرطة المستقبل”، فتمثلت فكرة المعماريين في “منح لمسةٍ إنسانيةٍ” إلى الحاجة إلى وجود كيانٍ متصل وأساسي بالنسبة إلى المجتمع الحديث. حيث تم تزويد المحطة بثلاثة مناطق رئيسية هي المنطقة العامة ومنطقة طاقم العمل ومنطقة بيئة الشرطة.

ولكي تكون منفتحةً على المجتمع من دون إخفاء مواطن عيوبها، ستكون المحطة الجديدة عبارة عن نموذج للمبنى الإداري بشكلٍ رئيسي. حيث يمكن لكل مواطن أن يتمكن من الوصول إليها بحريةٍ وسلامٍ للتعرف على البيئة الإجرامية، تبعاً لاستخدام التدفقات المرورية المنفصلة الثلاث، المنطقة العامة ومنطقة طاقم العمل ومنطقة بيئة الشرطة.

هذا ويستخدم المبنى “نظام الطاقة الجديد” من خلال تلبيته لمعايير وأصوليات قانون البناء الأساسي BBC ذات الاستهلاك المنخفض للطاقة. أما النظام الإنشائي فهو بسيط، أي عبارة عن كتلة معدنية داعمة على السقف الذي يتموضع عليه وحدات مسبقة الصنع منخفضة الاستهلاك. تتألف هذه الوحدات من ثلاثة معايير مختلفة سيتم تضمينها بحريةٍ تبعاً لحاجات المستخدمين ومواصفاتهم.

وبالنسبة للتوزيع العمودي للحركة فسيتم تنظيمه حول فراغٍ مركزيٍّ لمنع حدوث تقطعات عمودية من وحدةٍ إلى آخرى. وبالنسبة لعناصر البناء فسيتألف كل عنصرٍ منها من تزجيجٍ ثلاثي وعزلٍ مناسبٍ وسقفٍ أخضر، كما سيكون كل عنصر غير نفوذ للهواء طبعاً بفضل تقنية التصنيع المسبق التي سيتم اعتمادها.

وهكذا سيتم تركيب هذه العناصر مسبقة الصنع على أرض الموقع، وستتم إضافتها إلى الفراغ المركزي. أما الهياكل الملحقة بمركز المبنى، فتتألف كل واحدة منها من عدة طبقات، ستعمل على دعم الهوية البصرية والقدرة على الحركة وإدارة الأجهزة الميكانيكية والالكترونية والحماية الحرارية واللاقطات الضوئية.

ومن خلال قدرتها على الحركة، ستمنح هذه الهياكل الحياة إلى المبنى الذي سيصبح رمزاً للمدينة. كما ستغطي هذه الصفوف من الهياكل واجهات المبنى، حيث يقع الصف الأول في الأسفل وسيكون مصنوعأً من المعدن لحمايته في حالة التعرض للاعتداء وخصوصاً في المناطق الخطرة.

أما الصف الثاني فسيكون مصنوعاً من تعريشاتٍ خشبيةٍ مستخدمةٍ لتصفية وغربلة الضوء تبعاً لأوقات النهار المختلفة. ومع أجهزة رصد الأرصاد الجوية المركبة على المبنى أو المرتبطة مباشرةً بخدمة الأرصاد الجوية الفرنسية المحلية، ستوجه الهياكل نفسها تلقائياً نحو الشرق تبعاً للوقت والحرارة والرياح المحيطة الخارجية.

في حين سيتألف الصف الشفاف الثالث من عناصر ضوئية ستزود المبنى بالكهرباء, كما ستتحرك لتسمح بإدخال أكبر قدر من الضوء. بينما يخلق التقاء جميع الهياكل عند إغلاقها حاجزاً من الهواء الطبيعي (بفضل شكلها المقعر) لحماية المبنى من الحرارة. كما ستمنع هذه الوظيفة إلى جانب العزل الخاص استخدام التكييف في المباني العامة، بالإضافة إلى أن الشكل البيضوي سيسمح بِـ “أثر تصميمي” طبيعي مع نسمات هواء مستمرة تدخل لتنعش وتعزل الغلاف الزجاجي. وبفضل قوتها الطبيعية، يمكن أن تُضاف أيضاً عناصر مثل الرياح إلى هذه الكسوة المضاعفة من أجل تأمين مصدرٍ لطاقةٍ إضافية.

من أجل تطوير التدفقات المرورية على كل محطة شرطة، ستتم إضافة نطاق ركن سيارات خارجي أو تحت الأرض، بالاعتماد على نوع الأماكن، حيث سيتم تقديم طريق وصول مباشر إلى منطقة حجز الشرطة من أجل تقليل وقت انتقال الأشخاص الخطرين على المجتمع.

بالنسبة إلى النقطة الأهم في المحطة وهي مركز القيادة، فهي تقع في قلب المبنى تحت الردهة بحيث تكون مغطاة بسقفٍ زجاجيٍ. ومن تلك النقطة المركزية بالضبط سيتم تأسيس الروابط الإلكترونية بين تحريات الحقل وسيارات الدوريات وأقسام الشرطة المتنوعة. كما سيكون مركز القيادة مرئياً من جميع أماكن الخدمات الأخرى، بينما ستمسح ثلاثة مصاعد موجودة في الحديقة (الفراغ المركزي) بتدفق الزوار والمواطنين والمجرمين المكبَّلين والضحايا بالتنقل من دون عبور المبنى.

وهكذا، يتحول مفهوم مركز الشرطة إلى مكان أكثر إنسانيةً مختلفاً عن الصورة التقليدية لمراكز الشرطة المحصنة التي لا يمكن لأحد من المواطنين الوصول إليها.

إقرأ ايضًا